السودان.. مدينة كُتُم “منطقة كوارث إنسانية”
بالتزامن مع استمرار الاشتباكات في السودان وسط تحذيرات دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية، أعلن والي شمال دارفور في السودان، نمر عبد الرحمن، أنّ مدينة كُتُم في الولاية أصبحت “منطقة كوارث إنسانية”.
وقال في تعليق على صفحته بموقع (فيسبوك): إنّ كُتُم “في حاجة لمساعدات عاجلة، وما تزال تشهد نزوح أعداد كبيرة من الفارين الذين يواجهون ظروفاً إنسانية بالغة الصعوبة من نقص في الغذاء والدواء ومواد الإيواء”.
ودعا المنظمات الإنسانية إلى “التدخل العاجل ومسارعة الخُطا في تقديم مساعدات إنسانية للمتأثرين”.
وكانت مدينة كُتُم قد شهدت معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في وقت سابق هذا الشهر، أسفرت عن سقوط العديد من القتلى، وتشهد البلاد عامة منذ اندلاع الصراع منتصف أبريل الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع وضعاً إنسانياً وأمنياً كارثياً
وتُعدّ الخرطوم ودارفور(غرب) والأُبيض (جنوب) أكثر المناطق تأثراً على المستوى الصحي والإنساني والنقص الكبير في الخدمات الأساسية، وسط مخاوف من الانزلاق نحو كارثة إنسانية كبيرة، وخصوصاً مع تزايد عدد الفارين من الحرب داخلياً وخارجياً.
وتناشد المنظمات الدولية باستمرار، وعلى رأسها الصليب الأحمر، طرفي الصراع بفتح ممرات آمنة لإنقاذ الوضع المعيشي والصحي للمدينة المحاصرة، وإيصال المواد الغذائية والمعينات الطبية.
ويتمثل المشهد الإنساني في النقص الكارثي للأدوية والمواد الغذائية وانعدام الأمن. وسط عجز تام من جانب المنظمات الإغاثية في الداخل والخارج عن الوصول إلى المواطنين المحاصرين في منازلهم.
وتؤكد أوساط حقوقية أنّ بعض مناطق النزاعات تشهد انتهاكات إنسانية غير مسبوقة على النساء والأطفال في الخرطوم وولايات دارفور، من اغتصاب وتجنيد قسري للأطفال. حيث ازدادت نسبة الحوامل من القاصرات والنساء بعد الحرب في دارفور ووصلت 56% مقارنة بالعام 2021 التي كانت 48%. هذا بالإضافة إلى عدم توفر الدواء لكبار السن. والذي أصبح مهدداً كبيراً للمرافق الصحية داخل ولاية الخرطوم؛ الأمر الذي أحدث زيادة كبيرة في أعداد الوفيات بين الكبار.