أحداث

تحالف هش: الجيش السوداني يخشى من تمدد الكتائب الإسلامية


بينما تحاول قيادة الجيش السوداني احتواء الوضع عبر جملة من الإجراءات. تعاظمت قوة الكتائب والمجموعات الإسلامية المتحالفة معه، حتى بات الجيش السوداني يستشعر خطرها المتزايد ولم تعد قيادات الجيش تخفي هواجسها من استقواء هذه الكتائب وتغولها في المدن .والمناطق التي سيطر عليها، وفقا لتقرير نشرته صحيفة “العرب” اللندنية.

 وقد حذر نائب قائد الجيش الفريق شمس الدين الكباشي، مؤخرا، من أن انتشار السلاح بات يشكل تحديا يفوق حتى خطر قوات الدعم السريع. لافتا إلى معضلة الاستقطاب الأهلي وما يثيره ذلك من مخاطر.

وقال كباشي، في حديث أمام ولاة الولايات وبعض الوزراء في مقر حكومة ولاية البحر الأحمر، السبت إن “الوضع الحالي أفرز انتشار السلاح. وهذا تحدٍ كبير أخطر من العدو الظاهر،” في إشارة إلى الدعم السريع.

وجاءت تصريحات الكباشي في أعقاب تسريبات تحدثت عن تصاعد حدة الخلافات بين قيادة الجيش السوداني، وقادة الكتائب المسلحة التي تحارب إلى جانبه. بعد قرارات اتخذها للحد من نفوذها في ولايات شمال السودان وشرقها، وفقا لـ”العرب”.

وتحدثت التسريبات عن أن قرارات الجيش المتمثلة بوقف التجنيد وطرد الكتائب المسلحة من ولايات شمال وشرق السودان مع وقف تزويدها بالتمويل والسلاح. أثارت غضب قادة تلك الكتائب، وسط تصاعد نذر اقتتال بين الجانبين.

وخلال لقائه مع الولاة وبعض الوزراء طالب كباشي بإبعاد القوات المقاتلة من المدن التي استعادها الجيش، على أن تؤول مهام حفظ الأمن إلى الشرطة.

ولفت نائب قائد الجيش إلى أنه “في بعض المدن والولايات نرى حشدا كبيرا للقوات التي نحتاجها في مناطق القتال المتقدمة. فيما تلك المدن بحاجة إلى قوات الشرطة التي نوصي بتوفير احتياجاتها.”

وأقر كباشي بعدم انضباط بعض القوات المتواجدة في المدن. داعيًا ولاة الولايات إلى لعب دور أكبر بإحلال الشرطة محلها، على أن تنصرف القوات الأخرى إلى جبهات القتال.

وخلال تقدم الجيش في بعض المدن ومنها الجزيرة وأم درمان والخرطوم. حصلت الكثير من الانتهاكات وجرائم حرب تمثلت في إعدامات ميدانية .وتنكيل بمدنيين ونهب، نسبت لمجموعات موالية للجيش.

وكانت قيادة الجيش تطل في كل مرة متحدثة عن فتح تحقيق في تلك الانتهاكات، لكن من دون أي نتيجة.

وكثيرا ما حذرت المكونات السياسية والأهلية في السودان الجيش من مغبة تشكيل ميليشيات وتجنيد مواطنين، حيث أن الأمر سيقود حتما إلى حالة من الفوضى .وانتشار السلاح بشكل يصعب احتواؤه مستقبلا وسينتهي الأمر إلى تشعب القتال.

ويرى متابعون، وفق الصحيفة، أن تصريحات الكباشي لاسيما في علاقة. بخطر المجموعات المسلحة ليست نابعة من مراجعات. وإنما متأتية من شعور بالقلق حيال إمكانية حدوث انقلاب من تلك الجماعات على قيادة الجيش.

ويشيرون إلى أن قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان. كان يعتقد أن تحالفه مع الحركة الإسلامية وفلول نظام الرئيس السابق عمر البشير من شأنه. أن يفسح له المجال للسيطرة الكلية على السلطة في السودان، وإبعاد أي منافس مثل القوى المدنية أو الدعم السريع. لكنه وجد اليوم نفسه مجرد أداة بأيدي هؤلاء وأنه سيجري التخلي عنه متى ما استشعروا بانتهاء الحاجة إليه، أو أنه لم يعد يلبي متطلبات المرحلة الحالية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى