أحداث

الخرطوم ترفض المقترحات الدولية لتوطين فلسطينيي غزة في السودان


 أعربت الخرطوم عن رفضها القاطع لأي خطة تهدف إلى نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي السودانية، وذلك ردًا على تقارير إعلامية أشارت إلى وجود اتصالات بين واشنطن وتل أبيب وعدد من الدول الإفريقية، من بينها السودان، لمناقشة مستقبل سكان غزة في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الاول 2023.

ونفى السفير السوداني لدى روسيا، محمد سراج، في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية، علمه بوجود أي مفاوضات بين الخرطوم من جهة، والولايات المتحدة أو إسرائيل من جهة أخرى، بشأن استقبال لاجئين فلسطينيين من غزة.
وقال سراج “ليس لدينا أي معلومات عن مفاوضات مع الولايات المتحدة أو إسرائيل حول موضوع نقل سكان غزة. ونحن نعارض بشدة أي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين” مضيفا “نلتزم بشكل ثابت بقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية. بما في ذلك قرار إنشاء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية”.

وتأتي تصريحات السفير السوداني بعد تقارير نشرتها وكالة “أسوشيتد برس” وقناة “سي بي إس” الأميركية في مارس/اذار الماضي. أكدت أن الولايات المتحدة وإسرائيل أجرتا اتصالات مع كل من السودان والصومال و”أرض الصومال” غير المعترف بها دوليًا. لبحث إمكانية نقل عدد من سكان غزة إلى أراضي هذه الدول، في سياق تصور أميركي لإعادة إعمار القطاع وتحويله إلى ما وصفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ”ريفييرا الشرق الأوسط”.
وبحسب “أسوشيتد برس”، فإن مسؤولين سودانيين أكدوا رفضهم التام لهذه المقترحات.واعتبروها انتهاكًا للحقوق الفلسطينية ومحاولة لتصفية القضية عبر ترحيل السكان الأصليين من أرضهم.

ويأتي الموقف السوداني الرافض في وقت تواجه فيه الدول العربية تحديات سياسية .وأمنية متزايدة نتيجة الضغوط الدولية والإقليمية للتعامل مع تداعيات الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وسط تزايد المخاوف من مشاريع تهجير جماعي تمهد لتغيير ديمغرافي في غزة.
ورغم أن السودان خطا خطوات نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل في السنوات الأخيرة. إلا أن قضية توطين الفلسطينيين ظلت خارج هذا المسار، بحسب تأكيدات رسمية.
وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد استقبل وزير الخارجية الإسرائيلي السابق إيلي كوهين في الخرطوم في فبراير/شباط 2023، في زيارة اعتُبرت حينها خطوة جديدة في مسار التطبيع الذي بدأ منذ توقيع “اتفاقيات أبراهام” في عهد إدارة ترامب الأولى.

لكن مراقبين سودانيين أكدوا أن التطبيع السوداني مع إسرائيل “لا يعني بأي حال التخلي عن ثوابت السودان تجاه القضية الفلسطينية، أو القبول بأي مشاريع توطين أو تهجير بديل للفلسطينيين”. مشيرين إلى أن الرأي العام السوداني يرفض بشدة أي خطوة من هذا النوع.
ويؤكد الموقف السوداني المعلن على التزام البلاد بقرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية. خاصة ما يتعلق بحق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفض أي مساس بوحدة الأراضي الفلسطينية أو محاولات تفريغ القطاع من سكانه الأصليين.

وفي أكثر من مناسبة، عبّرت الخرطوم عن دعمها لحل الدولتين. وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ويرى محللون أن الموقف السوداني الأخير يأتي في إطار مساعي الحكومة السودانية .للحفاظ على التوازن في علاقاتها الخارجية، خاصة في ظل انخراطها في مفاوضات متقدمة مع واشنطن وشركاء إقليميين حول ملفات سياسية واقتصادية، في وقت حساس تمر به البلاد.
وفي ضوء هذه التطورات، تبقى الخرطوم متمسكة بسياسة خارجية تؤكد دعمها للقضية الفلسطينية، ورفضها لأي مشاريع تُفضي إلى تهجير أو إعادة توطين الفلسطينيين خارج أراضيهم. مهما كانت الضغوط الدولية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى