في ظل صمت العالم.. محلل سوداني: الأطفال هم ضحايا حرب لا ترحم

ما تزال الحرب الدائرة في السودان، والتي تدخل عامها الثالث، تُلقي بظلالها الثقيلة على الأطفال، حيث يواجه الملايين منهم أوضاعًا مأساوية تتنوع بين النزوح والجوع وفقدان التعليم، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وغياب الاستقرار.
ووفقًا لتقارير صادرة عن منظمات أممية، فإن أكثر من 14 مليون طفل سوداني باتوا بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، في وقت تشير فيه الإحصاءات إلى أن آلاف الأطفال فقدوا ذويهم، أو أُجبروا على النزوح من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانًا، دون توفر مقومات الحياة الأساسية.
التعليم، أحد أبرز ضحايا الحرب، حيث أُغلقت آلاف المدارس، وتوقفت العملية التعليمية في مناطق عدة، مما يهدد جيلاً كاملاً بالحرمان من حقه في التعليم. كما تعاني المرافق الصحية من نقص حاد في الأدوية والكوادر الطبية، ما جعل الأطفال عرضةً للأوبئة وسوء التغذية، خاصة في مناطق النزاع المباشر.
منظمات حقوقية محلية ودولية دقّت ناقوس الخطر بشأن الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال، بما في ذلك التجنيد القسري، والانتهاكات الجسدية والنفسية، وسط غياب شبه تام للحماية القانونية والرقابة.
وفي ظل استمرار الحرب، يتزايد القلق من تفاقم هذه الأزمة، خاصة مع محدودية الاستجابة الإنسانية وصعوبة الوصول إلى المناطق المتأثرة، ما يترك الأطفال في السودان عالقين في حلقة مفرغة من العنف والفقر والتهميش.
وحذر المحلل السياسي السوداني د. خالد النور، من التداعيات الكارثية للحرب المستمرة في السودان على مستقبل الأطفال، مؤكدًا أن “الأطفال هم الخاسر الأكبر في هذه الأزمة التي طالت كل جوانب الحياة”.
وفي تصريح قال النور: إن استمرار النزاع المسلح للعام الثالث على التوالي أدى إلى تدمير منظومة التعليم والصحة، وأجبر ملايين الأطفال على النزوح، مضيفًا: “نحن أمام جيل مهدد بالضياع، لا تعليم، لا رعاية صحية، ولا بيئة آمنة”.
وأشار، أن غياب الحلول السياسية وتأخر جهود التسوية يزيد من تعقيد الوضع الإنساني، محملًا الأطراف المتنازعة مسؤولية تدهور الأوضاع التي وصفها بـ”الخطيرة والمقلقة”، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لحماية الأطفال وفتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية.
وشدد النور على ضرورة إدراج قضية الأطفال ضمن أولويات أي مفاوضات قادمة، مؤكدًا أن إعادة بناء السودان تبدأ من حماية جيل المستقبل وإنقاذه من آثار الحرب النفسية والاجتماعية.
