بعد عامين من الحرب.. حمدوك يطلق مبادرة جديدة لإنهاء النزاع في السودان

دعا رئيس وزراء السودان السابق، ورئيس “تحالف صمود”، عبد الله حمدوك، إلى عقد اجتماع مشترك بشكل عاجل بين مجلس السلم والأمن الإفريقي ومجلس الأمن الدولي، بهدف التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، واتخاذ حزمة من الترتيبات الدستورية الانتقالية لتحقيق التحول المدني الديمقراطي في البلاد.
وجاءت مبادرة حمدوك بالتزامن مع انعقاد مؤتمر لندن بشأن الحرب في السودان، بمشاركة وزراء خارجية دول أوروبية، ومنظمات إقليمية ودولية.
وقال حمدوك في رسالته، بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب، إن الاجتماع يجب أن يفضي إلى تشكيل سلطة انتقالية مدنية بصلاحيات واسعة، تكون من مهامها إعادة إعمار السودان، على أن تقود البلاد في نهاية الفترة الانتقالية إلى انتخابات حرة ونزيهة.
وشدّد على أهمية اتخاذ إجراءات لبناء الثقة بين الأطراف المتحاربة، من خلال الاتفاق على إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين خلال فترة الحرب، داعيًا في الوقت نفسه إلى إطلاق عملية سلام شاملة يقودها السودانيون أنفسهم، بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة.
وشملت مبادرة رئيس الوزراء السابق، التي حملت عنوان “نداء سلام السودان”، مسارات للحل تبدأ بإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، يليها اتفاق على وقف إطلاق النار، والترتيبات الأمنية الدائمة استنادًا إلى اتفاق جدة، وصولًا إلى مسار سياسي لإجراء حوار وطني شامل.
ودعا حمدوك إلى تشكيل فريق عمل من الخبراء والمختصين السودانيين لقيادة جهود تقييم الأضرار الجسيمة التي خلفتها الحرب، ووضع خطة لإعادة الإعمار والتعافي الوطني.
كما دعا الدول المشاركة في مؤتمر لندن إلى الخروج بقرارات عملية تُسهم في وضع حد لمعاناة السودانيين، من خلال تبني تدابير عاجلة لحماية المدنيين.
وحذّر في رسالته من خطر الحرب، التي تهدد بتحويل السودان إلى أرض خصبة لجماعات التطرف والإرهاب الدولي.
وأعرب عن أسفه من أن “قوى نظام الإنقاذ البائد، الذي أسقطه الشعب السوداني بثورة ديسمبر المجيدة، لا تزال تؤجج نار الحرب، ولا يهمها إلا ما يعيدها إلى كراسي السلطة”.
وأضاف أن “الانتشار الواسع للممارسات الداعشية يُعيد إلى الأذهان ذات الممارسات والارتباطات التي أدّت إلى إدراج السودان سابقًا على قائمة الدول الراعية للإرهاب”.
وأشار حمدوك إلى أن الحرب الجارية تهدد بتحويل السودان إلى مرتع لجماعات التطرف الدولي، وفي ختام رسالته، حث حمدوك الأسرة الإقليمية والدولية، وكل القوى التي ظلت تحارب الإرهاب، على أن تتعامل مع ما يجري في السودان بـ”حزم وعزم”، حتى لا يتحوّل إلى أكبر مهدد للسلم والأمن الدوليين.
