أحداث

معلومات لا تعرفها عن لواء البراء بن مالك


يبحث تنظيم الإخوان المسلمين عن العودة إلى المشهد السياسي في السودان من باب الفوضى  التي تخلقها ميليشياته المسلحة، وعلى رأسها “لواء البراء بن مالك”.

ويشكل اللواء المحسوب على جماعة الإخوان في السودان رأس الحربة الإخوانية في ضمان التأثير على الجيش وعلى صناعة القرار في البلاد.

ولم يبرز لواء البراء بن مالك على الساحة السودانية بمسمّاه الحالي. إلا بعد الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير، وقد ركز في بداياته على حماية الإفطارات الرمضانية. التي تنظمها جماعة الإخوان وما يُعرف بالحركة الإسلامية في السودان. لكنّ نشأته الفعلية تسبق هذا التاريخ، إذ أنّه تشكل بالأساس كإحدى كتائب الظل التي أنشأتها قيادة جهاز المخابرات الوطنية السودانية. وتلقى مسلحوه تدريبات على أيدي قادة جهاز المخابرات والجيش السوداني.

وتلقى لواء البراء بن مالك دعماً عملياً واستخباراتياً من فروع جماعة الإخوان ـ المدرجة على قوائم الإرهاب في دول عدة ـ خارج السودان. وشمل هذا الدعم تدريبات عسكرية وأمنية واستخباراتية على مدار الأعوام السابقة شارك فيها مدربون عسكريون من الإخوان في سوريا. والجماعة الإسلامية اللبنانية (فرع الإخوان)، وغيرهم.

كما تلقى مقاتلو لواء البراء بن مالك دعماً من دول إقليمية منخرطة في الصراع داخل السودان شمل إمدادهم بمسيّرات قتالية وتزويدهم بمعلومات استخباراتية. وإحداثيات لقوات الدعم السريع، وهو ما أسهم في إبقاء نار الحرب مستمرة.

وبالإضافة إلى التدريبات والمساعدة العسكرية والاستخباراتية. كان لدى لواء البراء بن مالك العديد من مخازن السلاح السرّية التي جهزها النظام السابق. ولم تكن معلومة لدى قيادة الجيش السوداني.

وقدّر المتحدث باسم لواء البراء بن مالك في حوار صحفي أجراه الشهر الماضي عدد مسلحيه بما يزيد على (20) ألف شخص. وتشير معلومات غير موثقة إلى أنّ العدد الفعلي لمنتسبي اللواء في عموم السودان يُقدّر بنحو (50) ألفًا. وهذا العدد يشمل المسلحين والعاملين في إسناد اللواء وغيرهم.

ولجأت جماعة الإخوان إلى توظيف لواء البراء بن مالك لاختراق الجيش السوداني لضمان السيطرة عليه في المستقبل، لكي تعود الجماعة إلى استلام مقاليد السلطة في السودان. بعد أن أطاحت الثورة السودانية في 2019 بنظام الكيزان، ورئيسه عمر حسن البشير. فبجانب وجود كتائب مقاتلة مندرجة تحت قيادة اللواء الذي يقوده المصباح أبو زيد. تغلغل مسلحوه في أسلحة المدرعات والمشاة وجهاز الاستخبارات السوداني.

ويُعدّ الجنرال ياسر عبد الرحمن العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني أحد أبرز داعمي لواء البراء بن مالك الموجودين في قلب دائرة صناعة القرار في الجيش السوداني.

والعطا كان رئيسًا للجنة إزالة التمكين التي كُلفت بمهمة تفكيك نظام الإخوان (البشير) في السودان. لكنّه استقال بعد أن وُجهت له انتقادات بشأن ضعف أداء اللجنة.

وساعد وجود العطا في قيادة الجيش لواء البراء بن مالك في الحصول على دعم ونفوذ كبير داخله. واستغل اللواء نفوذه داخل قيادة الجيش السوداني لمنح قادته ومسلحيه رتباً عسكرية بغير الطرق المعتادة. وممّن حصلوا على هذه الرتب قائد اللواء المصباح أبو زيد .الذي حصل على رتبة “رائد” منذ فترة، وهو ما يخالف التقاليد المعمول بها في المؤسسات العسكرية الاحترافية.

ولا يقتصر عمل لواء البراء بن مالك على الجهد العسكري في الجبهات، بل أسس اللواء مجموعات استخباراتية تعمل على جمع معلومات عن كل خصوم الإخوان في السودان. وتعمل وحدات ومفارز الاستخبارات والعمليات التابعة على التنسق مع قيادة جماعة الإخوان. وسبق لها أن توسطت لدى قيادة الجيش والاستخبارات السودانية للإفراج عن كوادر من الإخوان يحملون جنسيات غير سودانية أُلقي القبض عليهم في مناطق العمليات في الخرطوم وخارجها. لكن لم يتم الإعلان عن تلك الوساطات.

وبجانب انتشاره في كتائب الجيش الرئيسية يقوم لواء البراء بن مالك بالتنسيق مع الحركات المسلحة الأخرى لضمان ولائها.

وكانت وسائل إعلام تابعة لجماعة الإخوان في السودان .وخارجه قد أطلقت حملة إعلامية للترويج للواء البراء بن مالك، نُشر خلالها العديد من المواد الدعائية التي تصوره بالقوة الضاربة التي تقاتل ضد قوات الدعم السريع، والتي لولاها لما تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على الخرطوم. ممّا يُقلق قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الذي يخشى من النفوذ المتزايد للمجموعة المحسوبة على جماعة الإخوان، فضلاً عن خشيته من العزلة الإقليمية والدولية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى