رغم سيطرة الجيش.. ود مدني تشهد تفاقمًا في الانفلات الأمني

تشهد مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، أوضاعًا أمنية متدهورة بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة عليها في يناير/كانون الثاني الماضي.
-
تقارير صادمة.. ما الذي يجري داخل سجون الجيش السوداني؟
-
الفظائع مستمرة.. ماذا يجري في السودان بين الجيش وميليشيات الإخوان؟
وأفادت منصات إعلامية وشهادات محلية بأن العديد من الأسر التي عادت إلى مدينة ود مدني بدأت مغادرتها مرة أخرى، بعد استعادتها من قِبل الجيش السوداني؛ بسبب الانفلات الأمني الكبير الناجم عن مسلحين موالين للجيش.
وذكرت منصة “أم القرى” على موقع “فيسبوك”، وهي من أكثر الصفحات موثوقية ومصداقية، أن بعض المسلحين، الذين يرتدون زي الجيش السوداني، يقتحمون الأحياء السكنية ويسرقون المنازل تحت تهديد السلاح.
-
هل تنجح حكومة الدعم السريع وحلفاؤها في تقويض نفوذ الجيش السوداني؟
-
مروي تكتوي بنيران الحرب.. المسيّرات تهدد مواقع الجيش السوداني
وأضافت المنصة أن العديد من المواطنين يتعرضون للاعتقالات العشوائية والمضايقات، خصوصًا في أثناء ساعات الليل، مما دفع الكثير من الأسر إلى مغادرة المدينة خوفًا من هذه الحوادث.
وأشارت منصة “أم القرى” إلى ضرورة التدخل العاجل لإخلاء المنطقة من جميع المسلحين بمختلف تشكيلاتهم، وتعزيز قدرات قوات الشرطة ونشرها داخل المدينة لضبط الأمن. كما دعت إلى وقف عمليات المداهمة العشوائية، وأن تتم فقط بإشراف النيابات، للحيلولة دون تفاقم الأوضاع.
-
اغتيال سياسي في العلن.. الجيش السوداني يقتل قياديًا بحزب “الأمة” أمام طلابه
-
تحركات داخل الجيش السوداني لعزل البرهان.. هل يعود الإسلاميون إلى الواجهة؟
تصاعد الانتهاكات
بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على ود مدني، في يناير/كانون الثاني، شهدت المدينة عمليات تصفية ميدانية بحق المدنيين على يد فصائل جهادية متطرفة تابعة لفلول النظام الإسلامي المعزول، من بينهم عشرات المواطنين من رعايا دولة جنوب السودان، مما أدى إلى أزمة حادة بين البلدين.
وخلال اجتياح المدينة، قُتل وفُقد العشرات من المدنيين خارج نطاق القانون، تحت مزاعم التعاون مع “قوات الدعم السريع”. وفي فبراير/شباط الماضي، عاد مئات النازحين إلى ود مدني من ولايات كسلا والقضارف شرقي البلاد، ومن نهر النيل شمالًا.
-
الخرطوم تشتعل.. الجيش يفرض سيطرته على الجامعة
-
من معقل للنازحين إلى قاعدة عسكرية.. معارك الجيش السوداني في مخيم زمزم
وقالت مصادر محلية إن الأوضاع الأمنية في ود مدني بلغت مستويات “مقلقة جدًا”، إذ يعيش المواطنون في حالة من الرعب بسبب تزايد الانتهاكات على يد المسلحين.
وأوضحت المصادر أن المواطنين يتعرضون أحيانًا لاقتحام منازلهم من قبل مسلحين أو عناصر أمنية. كما شكا العائدون إلى المدينة من مماطلة الشرطة والأجهزة الأمنية في تسليم ممتلكاتهم المنهوبة، مثل السيارات والأثاث، والتي يتم العثور والتحفظ عليها داخل المراكز الأمنية في المدينة.
-
فضيحة ‘سوق برهان’.. الجيش السوداني يبيع الممتلكات المنهوبة علناً
-
أم درمان تنزف.. جبل سركاب يتحول إلى ساحة موت على يد الجيش السوداني
وطالب المواطنون السلطات في بورتسودان باتخاذ إجراءات صارمة لمنع حمل الأفراد غير النظاميين للأسلحة داخل الأحياء السكنية والأسواق وأماكن التجمعات.
وأفادت المصادر بانتشار أعداد كبيرة من المسلحين بزي الجيش السوداني والفصائل المتحالفة معه، إلى جانب آخرين يحملون السلاح بملابس مدنية، بينهم أطفال مجندون دون سن 18 عامًا.
-
السودان على شفير الحرب: تحذيرات من تصعيد الجيش وميليشيات الإخوان
-
الجيش السوداني يصعّد في نيالا.. سياسة «الأرض المحروقة» مستمرة

انفلات أمني
وقال أحد سكان ود مدني، فضل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن عشرات الأحياء باتت فارغة بسبب التردي الأمني وفقدان الشعور بالأمان. وأجبرت الفوضى العديد من النازحين على العودة إلى المناطق التي نزحوا إليها سابقًا، بعدما أصبح استقرارهم في المدينة “غاية في الصعوبة” نتيجة انتشار السلاح والانفلات الأمني غير المسبوق.
ويشكو النازحون العائدون من غياب الأمن والخدمات، ويعانون صعوبة في الحصول على مياه الشرب النظيفة.
وينسحب هذا الانفلات الأمني أيضًا على محلية كرري شمالي أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الخرطوم، التي ظلت تحت سيطرة الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب.
-
ارتباط قادة الجيش السوداني بميليشيات الإخوان: المخاوف والتبعات السياسية
-
مجزرة في نيالا.. الجيش السوداني يقصف بالبراميل المتفجرة
وكشفت صحيفة “دورب” الإلكترونية عن احتجاز سلطات الجيش السوداني في ود مدني نحو 1400 مواطن، بينهم نساء وأطفال وأطباء، وسط ظروف قاسية تهدد حياتهم بسبب الجوع والعطش والتعذيب، وفق وثائق وشهادات حصلت عليها الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن 3 جهات تقف وراء الاعتقالات التعسفية في المدينة، وهي “الخلية المشتركة”، و”الخلية الأمنية”، و”جهاز الأمن والمخابرات”، إذ نفذت حملات اعتقال في الأحياء السكنية والأسواق، مما أدى إلى امتلاء السجون الكبرى في ود مدني والحصاحيصا والفاو بالمعتقلين الذين يواجهون أوضاعًا إنسانية بالغة السوء.
وأوضحت المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة أن 90% من المعتقلين في سجن ود مدني هم من سكان المدينة، بينهم متطوعون ونساء عاملات وأطباء.
-
تقارير حقوقية: مجازر دامية في أم روابة على يد الجيش السوداني
-
وسط إدانات واسعة.. الجيش السوداني يعدم قيادياً بارزاً في حزب الأمة
جرائم حرب
واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قوات “درع السودان” المتحالفة مع الجيش السوداني بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين خلال هجومها على قرية “كمبو طيبة” في ولاية الجزيرة.
وأسفر الهجوم عن مقتل 26 شخصًا على الأقل، بينهم طفل، وإصابة آخرين. كما تم نهب الممتلكات المدنية، بما في ذلك المؤن الغذائية، وإحراق المنازل. وشهدت مدينة ود مدني، التي دخلها الجيش في يناير الماضي، جرائم قتل ونهب مماثلة.
-
مكاسب الجيش السوداني تعرقل جهود الحل السلمي للأزمة
-
الأمم المتحدة تتهم الجيش السوداني بتنفيذ إعدامات خارج القانون
ووثّقت هيئة “محامو الطوارئ” (منظمة حقوقية تطوعية)، في يناير/كانون الثاني الماضي. 7 تسجيلات مصورة، قالت إنها تُظهر انتهاكات وتصفيات عرقية في ولاية الجزيرة.
وأكدت الهيئة أنها تتحقق من عشرات مقاطع الفيديو التي توثق عمليات قتل وذبح وحرق. تلقتها من مصادر متعددة، إلى جانب قائمة بأسماء 128 شخصًا قُتلوا عقب استرداد الجيش مدينة ود مدني.
-
الجيش السوداني يرتكب مجازر في الخرطوم بحري
-
دعم بالسلاح أم بالمواقف؟.. العلاقة الغامضة بين الجيش السوداني وإيران
