يعيش السودان منذ منتصف أبريل الماضي قتالاً بين الجيش وقوات الدعم السريع. أودى بحياة أكثر من 550 قتيلا، ونحو 5 آلاف جريح من المدنيين.
معاناة وأزمات كبيرة، يشهدها سكان العاصمة الخرطوم تحت دوي الرصاص والقصف في مناطق وأحياء عدة. وسط شح متفاقم في السلع والخدمات الأساسية من كهرباء وماء وطعام ووقود. فيما حذر المجتمع الدول من وضع كارثي، حيث توقفت معظم المستشفيات عن العمل. وتقطعت سبل توصيل المساعدات والإمدادات الطبية. ولذلك كان للعرب وقفة تمنع كوارث السودان المتزايدة خلال هذه الفترة.
اجتماععربياستثنائي
عقد وزراء خارجية الدول العربية وضمن أعمال جامعة الدول العربية اجتماعاً استثنائياً في القاهرة. لمناقشة إنهاء الحرب السودانية وسط مناقشات حول مشروع قرار من شأنه أن يسود السودان الأمن والاستقرار عقب اشتباكات واقتتال عنيف.
وينص القرار على تشكيل مجموعة اتصال للعمل على حل الأزمة. وسط تشديدات ضرورية على عدم التدخل الخارجي في الشأن السوداني والسعي لوقف كامل ومستدام لإطلاق النار.
مباحثاتجدة
تزامن مشروع القرار بجامعة الدول العربية مع المبادرة الأميركية– السعودية والمباحثات في جدة مع وفود من طرفي النزاع في السودان. وذلك على الرغم من استمرار المباحثات المستمرة من أجل تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار.
وقد رحبت الأطراف المدنية في السودان بتلك المبادرة. وحثت القوتين المتقاتلتين على الالتزام بها، ووقف الصراع.
مساعداتسعودية
وجه خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. مركز الملك سلمان للإغاثة بتقديم مساعدات إنسانية متنوعة بقيمة 100 مليون دولار أميركي للشعب السوداني.
كما طلبا تنظيم حملة شعبية عبر منصة “ساهم” لصالح السودانيين. من أجل تخفيف آثار الأوضاع التي يمرون بها حاليا.
وأكد المشرف العام على المركز الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة. أنه سيجري بموجب التوجيه تقديم مساعدات إغاثية وإنسانية للنازحين في جمهورية السودان، وتوفير مساعدات طبية.
مساعداتإماراتية
ومنذ بداية الأزمة، كانت دولة الإمارات من أوائل الدول التي بادرت إلى إرسال مساعدات مباشرة للسودان في إطار حرصها المتواصل على تقديم الدعم للسودانيين. حيث قدّمت ما يزيد عن 240 طنا من الإمدادات والمساعدات الطبية والغذائية. فضلا عن إجلاء 744 شخصا من رعايا الدول الأجنبية والدبلوماسيين وعائلاتهم وعشرات الحالات الإنسانية ونقلهم من السودان إلى دولة الإمارات.
وأعلنت وكالة أنباء الإمارات “وام“، الاثنين، عن إرسال ثلاث طائرات مساعدات لدعم الشعب السوداني، على متنها ما يتجاوز 115 طنا من الإمدادات الطبية والغذائية. وذكرات أن طائرتين وصلتا إلى مطار بورتسودانوعلى متنهما 100 طن من الإمدادات والمستلزمات الطبية العاجلة والعقاقير الأساسية لعلاج إصابات وجراحات الطوارئ.
وتشمل الإمدادات الطبية مجموعة كبيرة من الأدوية المخصصة لمعالجة الجروح الناجمة عن الإصابات وحالات الطوارئ، والأدوية مثل المضادات الحيوية. والأدوية غير الستيرويدية، ومضادات الالتهابات، وضمادات الجروح الطبية، والأشرطة الجراحية، وأطقم التنظير.
وحملت الطائرة الثالثة التي توجهت إلى تشاد 15 طنا من الإمدادات الغذائية والتي تهدف إلى تقديم الدعم العاجلللاجئين السودانيينالمتضررين من الظروف الحالية. التي يشهدها السودان، والتي تسببت في نزوح الآلاف من الأسر، ونقص في المواد الغذائية الأساسية.
وقال سلطان الشامسي، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، إن إرسال هذه الإمدادات الطبية والإغاثية. يأتي بتوجيهات القيادة الرشيدة وحرصها المتواصل على تقديم الدعم للأشقاء السودانيين.
وأضاف الشامسي أن الجسر الجوي الإماراتي من المساعدات الغذائية والطبية يأتي استمرارا لنهج الدولة الإنساني القائم على مد يد العون للدول في أوقات الحاجة، والمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية التي تواجه السودانيين نتيجة الأزمة الحالية. حيث تضع دولة الإمارات الفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء على رأس أولوياتها.
تسابقالمبادرة
قالت الإعلامية السودانية داليا إلياس: إنالمبادرات والمساعي الإقليمية والدولية تتسابق من أجل التوصل إلى هدنة دائمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. مؤكدة أن القطاع الصحي يعاني من أزمة كارثية، وسط تقطع سبل الإمداد الطبي، وشح الوقود والمياه والكهرباء؛ ما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الكارثية في البلاد.
وأضافت إلياس أن الحرب في السودان حرب مباغتة تظهر فيها أصابع العملاء بوضوح ولكنها أيقظت في الشعب السوداني وطنيةً كامنة ووحدت الصفوف خلف رجال الجيش السوداني إلا بعض المتخاذلين من الساسة المنتفعين وأصحاب الأجندات الشخصية.
فيما أعربت عن شكرها للجامعة العربية بالقاهرة على وقفتهم واستيعابهم لحجم الكارثة واستقبالهم للسودانيين في البلاد.