مواقع التواصل تشتعل بتقارير عن جرائم كتائب الإخوان والجيش السوداني
أثارت حملات الاعتقالات والقتل تحت التعذيب التي تنفذها الميليشيات الإسلامية المتحالفة مع الجيش السوداني، في مناطق متفرقة في البلاد، غضب المواطنين والقوى الحقوقية، وسط مطالبات بالتدخل لوقف الانتهاكات.
وأثارت مقاطع فيديو متداولة لحملات تعذيب طالت الكثير من السودانيين بذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع موجة من الغضب والاستنكار الواسعين، خاصة أنّ كتائب البراء بن مالك الإخوانية الموالية للحركة الإسلامية والنظام السابق مشاركة بشكل فاعل في تلك الجرائم، الفريدة من نوعها من حيث العنف والوحشية والكراهية للآخر.
وبحسب نشطاء سودانيين، فإنّه كلما سيطرت كتائب البراء على منطقة، تلجأ إلى ارتكاب انتهاكات غير مسبوقة في حق المواطنين الذين تجدهم في المنطقة، وخاصة الشباب”.
ويرى مراقبون أنّ الجيش السوداني درج على إطلاق يد هذه الميليشيات المتطرفة لتفتك بالمواطنين الذين يتمسكون بالبقاء في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، مثلما حدث من قبل في مناطق (الحلفايا شمال الخرطوم، والدندر وسنجة بولاية سنار).
ويعاقب قادة هذه الميليشيات الأهالي لبقائهم في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وعدم النزوح إلى مراكز الإيواء بمناطق سيطرة الجيش، وفق مراقبين نقل عنهم موقع (إرم).
وفي مدينة سنجة بولاية سنار أكدت تقارير منظمات حقوقية وقوع انتهاكات جسيمة شملت تصفيات جسدية وحوادث قتل خارج نطاق القانون، وذلك عقب سيطرة الجيش على المدينة التي انسحبت منها قوات الدعم السريع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وأعرب مركز حقوق الإنسان ـ السودان، في بيان على صفحته بموقع (فيسبوك)، عن بالغ قلقه تجاه التقارير المتواترة التي تفيد بتدهور أوضاع حقوق الإنسان في ولاية سنار، المستردة مؤخراً من قبل القوات المسلحة السودانية وكتائب الإخوان المسلمين.
وأشار البيان إلى وقوع انتهاكات جسيمة بحق المدنيين تتعلق بقيام المجموعات المقاتلة بصف القوات المسلحة السودانية بحملات واسعة وعمليات تصفية جسدية وقتل خارج القانون، بحق العديد من المدنيين بتهمة الاشتباه بالتعاون مع قوات الدعم السريع، وتفيد الأنباء بوقوع أعداد من حالات التعذيب والاعتقال التعسفي.
وأكد أنّ استمرار هذه الانتهاكات يمثل تهديداً خطيراً لحقوق الإنسان والحقوق الأساسية، وتهديداً مباشراً لأمن المواطنين.
ودعا القوات المسلحة السودانية إلى كفّ أيادي منسوبيها عن هذه الانتهاكات واحترام كرامة المدنيين، كما دعا المجتمع الدولي والإقليمي إلى حماية المدنيين، واتخاذ الإجراءات التي من شأنها منع تكرار مثل هذه الانتهاكات.
وكان حزب الأمة القومي في السودان قد أعلن يوم السبت عن مقتل القيادي آدم بشير آدم تحت التعذيب داخل معتقلات الجيش السوداني في مدينة سنجة بولاية سنار وسط البلاد.
وندّد حزب الأمة القومي بـ “سلوك الانتقام” من المواطنين الأبرياء، مطالباً قيادة الجيش السوداني بإطلاق سراح المواطنين المعتقلين، والكفّ عن ممارسات القمع والانتهاكات الجسيمة بحقهم.
وفي أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي اتهمت قوى حقوقية وزعماء محليون الجيش السوداني وميليشيات الحركة الإسلامية بقتل أكثر من (350) مدنيّاً في مدينة الدندر وقرى شرق سنار، بذريعة التعاون مع قوات الدعم السريع التي كانت تسيطر على تلك المناطق وانسحبت منها.