«الدرونز» تحاصر أكبر قواعد السودان وسط تصاعد معارك «الجزيرة»
«النار» تطوق السودان، هناك حيث لا تزال المعارك محتدمة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في كر وفر يفاقمان أزمة تمضي نحو الأسوأ.
معارك ترفع منسوب التوتر في بلد يمضي نحو المجهول وسط تصاعد وتيرة القتال العنيف بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، والصواريخ والمدفعية والمسيرات الانتحارية دون حل سلمي يلوح في الأفق رغم الجهود الإقليمية والدولية.
-
“الدعم السريع”: قصف الجيش السوداني يوقع عشرات القتلى والجرحى في الخرطوم
-
غارات الجيش السوداني على “الكومة”: حصيلة القتلى والجرحى تتصاعد
وأبلغت مصادر عسكرية أن قوات “الدعم السريع” قصفت، فجر اليوم السبت، قاعدة “وادي سيدنا العسكرية” غربي مدينة أم درمان باستخدام 6 مسيرات انتحارية.
ووفق المصادر، فإن المنطقة شهدت دوي انفجارات عنيفة داخل القاعدة الجوية شديدة التحصين؛ بينما لا تزال ألسنة اللهب والدخان تتصاعد داخل المنطقة ويمكن رؤيتها من مسافة بعيدة.
وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعلنت قوات “الدعم السريع” في بيان، استهداف منطقة “وادي سيدنا” العسكرية شمالي مدينة أم درمان، في عملية نوعية وتدمير طائرات حربية من طراز أنتونوف و(K8) وطائرات مسيرة وآليات ومعدات عسكرية أخرى بالقاعدة.
-
الجيش السوداني يشتعل داخليًا: عطبرة تتحول إلى ساحة صراع
-
الجيش السوداني في مواجهة داخليه: عطبرة تدفع ثمن الانقسامات العسكرية
وحينها، ذكر البيان أن العملية النوعية تأتي ضمن الخطة (ب) التي ستستمر لتشمل جميع المقرات والمواقع العسكرية للجيش السوداني.
وللسيطرة على قاعدة “وادي سيدنا” الجوية أهمية استراتيجية في المعارك الدائرة بين الجيش وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023.
فالقاعدة الجوية التي تقع شمالي أم درمان على بعد 22 كيلومترا من مركز العاصمة السودانية الخرطوم، تضم مطارا مدنيا.
-
“الدعم السريع”: الجيش السوداني قتل 2500 مدني خلال شهرين بالطيران
-
قتل وتعذيب في سنجة: قرى مستباحة بيد ميليشيات متحالفة مع الجيش السوداني
وفي محاذاتها، تقع الكلية الحربية بمعاهدها المتخصصة مثل المشاة والمظليين، وأيضا “مجمع الصافات للتصنيع العسكري” المتخصص في صناعة مختلف أشكال الطائرات المدنية والعسكرية وصيانتها وتطويرها وتحديثها.
وتلعب القاعدة الدور الأبرز في هجمات الجيش على قوات “الدعم السريع“، خاصة معسكرات القوات داخل الخرطوم الكبرى (نحو 11 معسكرا)، ونقاط تمركزها في المحاور الاستراتيجية، وبالأخص مداخل الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، وبحري، وأم درمان).
محور ولاية الجزيرة
مع تصاعد وتيرة العنف، وتمدد رقعة الصراع العسكري، أبلغت مصادر عسكرية أن قوات “الدعم السريع“، شنت هجومًا كاسحًا من 3 محاور على مدينة “أم القرى” 45 كيلومترا شرقي مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة.
-
هكذا أعاد الإخوان تشكيل بنية الجيش السوداني لتعزيز نفوذهم
-
الجيش السوداني يدخل “سنجة”.. مخاوف متزايدة بشأن سلامة المدنيين
وطبقا للمصادر العسكرية، فإن قوات “الدعم السريع“، أحكمت سيطرتها على المنطقة، ونشرت نقاطها العسكرية، بعد انسحاب الجيش وقوات “درع السودان”، والحركات المسلحة، بعد الهجوم المفاجئ بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وقبل 4 أيام، أعلنت قوات “درع السودان”، بقيادة أبوعاقلة كيكل، الذي انضم إلى صفوف الجيش في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، استعادة مدينة “أم القرى”، من قبضة قوات “الدعم السريع“، واعتبرتها خطوة مهمة للتقدم نحو مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة.
وحسب المصادر العسكرية، فإن قوات “درع السودان”، تكبدت خسائر بشرية ومادية كبيرة خلال اليومين الماضيين، في المعركة المصيرية شرقي الولاية.
-
مستشار الدعم السريع: الجيش السوداني مسؤول عن مقتل 4 آلاف شخص في شهرين
-
دور الجيش السوداني في تأجيج الصراع: هل يساهم في استمرار معاناة المدنيين؟
ولم تتلق تعليقا فوريا من الجيشا أو قوات “الدعم السريع” حول التطورات العسكرية في قاعدة “وادي سيدنا” العسكرية، وشرقي ولاية الجزيرة وسط السودان.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، سيطرت قوات “الدعم السريع” على من مدينة مدني عاصمة ولاية الجزيرة قبل أن تتمدد جنوبا إلى ولايتي سنار والنيل الأزرق.
وتقول الأمم المتحدة إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب، من أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم”.
-
مجزرة جديدة في أم درمان: مئات القتلى على يد الجيش السوداني (فيديو)
-
الخرطوم تحت النار: طيران الجيش السوداني يتسبب بمجزرة جديدة
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.