تحقيقات

قذائف طائشة أم مليشيا جديدة؟.. لماذا أفرج البرهان عن المعتقلين السياسيين؟


يشتعل قتال محتدم منذ أيام في السودان، وتتواصل دوامة العنف والقتال في العاصمة الخرطوم، ومدن أخرى. بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، الذي يرأس أيضا مجلس السيادة الانتقالي من جهة. وقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو (حميدتي) من جهة أخرى.

أزمة إنسانية خطيرة

لم تنجح حتى الآن كافة المبادرات الإقليمية والمطالب الأممية والدولية في احتواء الصراع، فأصبح الوضع كارثيا في البلاد. حيث يعاني السودانيون من أزمات عديدة من نقص للماء والغذاء والأدوية. وسط ارتفاع متواصل للقتلى والجرحى والنازحين. ناهيك عن تدمير البنيات التحتية والمساكن والمرافق العمومية وأبرزها المستشفيات.

وقال المحلل السياسي السوداني محمد إلياس: إن الوضع يزداد سوءا ومع انقطاع الإنترنت وخدمات المياه والأسواق فهناك أزمة كبرى داخل السودان. الشعب السوداني حاليا يعاني العديد منهم من نقص الخدمات الطبية، والخرطوم أصبحت مثل مدينة الأشباح، الكل في منازله يخاف من الخروج نظرا للنيران المستمرة من طرفي النزاع.

في نفس السياق، قال المحلل السياسي السوداني عبود الخليفة: تفاقمت معاناة المدنيين وتدهور الأوضاع الإنسانية الهشة أساساً إلى الحضيض بسرعة كبيرة. حيث حوصر السُّكان في منازلهم تحت وابل القذائف والرصاص وأصبحوا ينتظرون التوصل لحل النزاع بسرعة. فيما عجز موظفو الرعاية الصحية والإغاثة والعمل الإنساني من الاستمرار في أداء مهامهم وخرجت العديد من المستشفيات ومحلات البقالة والصيدليات ومراكز الرعاية الصحية ونقاط التموين عن الخدمة. ما ينذر بعواقب وخيمة في القريب العاجل.

تهريب السجناء

وأثارت مقاطع فيديو، تظهر فراراً جماعياً لسجناء في عدد من السجون، ضجة بين رواد منصات التواصل، وأبرزها سجن كوبر في العاصمة الخرطوم الذي يضم الرئيس المعزول عمر البشير، والسجناء السياسيين والمعارضين والإخوان. سيما بعد إعلان أحمد هارون المسؤول السوداني السابق في نظام البشير والمطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، أنه غادر سجن كوبر مع مسؤولين سابقين آخرين.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بإخلاء السجن. وقالت إنتنفيذ قادة الانقلاب عملية إخلاء بالقوة الجبرية لجميع السجناء المتواجدين بسجن كوبر الذي يضم جميع قادة النظام البائد يتنافى مع القوانين المحلية والإقليمية والدولية كافة.

إدانات للجيش

وأدان ناشطون بشدة إخراج الجيش للسجناء والسياسيين. معتبرين أنها محاولة من البرهان لتشكيل ميليشيا موازية للجيش مؤلفة من عناصر اخوانية ومتطرفة يقودها الهاربون. وفيها أيضا مجموعات داعش والقاعدة، للمساعدة على التغلب على قوات الدعم السريع. واسترجاع ما خسره الجيش في هذه الحرب، بعد تراجعه في عدة مناطق.

وقال محمد إلياس: ومنطقة الجنينة بالقرب من أمانة الحكومة والمناطق المجاورة لها. شهدت إطلاق نار كثيف جداً. وكذلك إطلاق النيران مع هروب المساجين هدفه نشر سيناريو الفوضى بين المدنيين، والاشتباكات الدائرة تعطي فرصة لضعاف النفوس من أجل سرقة ما يريدون. وفتح السجون سيساعد في انتشار هذه الظاهرة. حيث سيعود عتاة الإجرام للشوارع مرة أخرى يمارسون السلب والنهب وعلميات القتل.

واعتبرت إحدى الناشطات على تويتر أن السبب الخفي وراء هذه الاشتباكات هو تهريب رموز النظام السابق من السجن. وكتبت: الحكاية واضحة بداية من سجن الهدى مرورا بسوبا وأخيرا كوبر. تفتكر ليه؟ والحرب دي قامت ليه؟أكيد عشان عمر البشير وأعوانه يطلعوا، والشماعة الحرب“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى