أحداث

ضابط سوداني ينشق ويلتحق بقوات الدعم السريع.. ما تداعيات القرار؟


أعلن ضابط كبير بالجيش السوداني، انشقاقه والانضمام لقوات الدعم السريع، متهمًا قيادة الجيش بالفساد وممارسة تصفيات داخلية على أساس عرقي وجهوي.

وظهر العقيد ركن عثمان جعفر ود بيلو الملقب بـ”كوبرا”، الضابط بسلاح المظلات في الجيش السوداني، خلال مقطع فيديو متحدثًا فيه لنحو 40 دقيقة، عن ما وصفها بـ”التجاوزات والفساد” داخل الجيش، فضلًا عن سيطرة الحركة الإسلامية ومليشياتها على القرار داخل المؤسسة العسكرية.

وأكدت مصادر أمنية صحة كثير من الوقائع التي سردها الضابط المنشق خصوصًا فيما يتعلق بالتصفيات داخل الجيش السوداني.

وأشارت إلى أن هنالك بعض الضباط التابعين لوحدة المظلات، كان أعلن خلال فترات متباعدة من هذه الحرب عن مقتلهم في ظروف غامضة، ما يشير لصحة الحديث عن التصفيات المذكورة.

سيطرة المرتزقة 

وأطلق الضابط المنشق نداءً لجنوده في قوات المظلات بالجيش السوداني، لأجل الانحياز لـ”قوات الدعم السريع” التي تقف إلى جانب الحق، وفق قوله، ووصف قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو بأنه قائد التغيير والثورة والهامش، وهو ضمن قائمة أعظم القادة في التاريخ، وفق قوله.

وأعلن خلال حديثه في الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي، انحيازه لقوات الدعم السريع، بعد 18 شهراً من الحرب، مقدماً خطاباً مؤثراً ذرف خلاله الدموع، قائلًا إنه “لا يوجد جيش، فالجيش تسيطر عليه مليشيات المرتزقة من التقراي والروس والبراءون وكتائب الإسلاميين الإرهابية”.

ووصف قادة الجيش بـأنهم “أرغوزات” في يد الحركة الإسلامية، قائلًا إن “قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، خائن وفاسد ولا ينظر لمعاناة الشعب السوداني والقوات المسلحة، ويمارس مع أعضاء المجلس السيادي السمسرة في السلاح والوقود”.

وقال: “العمل في الجيش ليس احترافياً ويسيره أصحاب الذقون والجلاليب القصيرة، الملكية يقودون الجيش”.

وكشف الضابط المنشق عن تصفيات كبيرة في صفوف الجيش على أساس جهوي وعرقي، وقال إن الكثير من العسكريين داخل الجيش تمت تصفيتهم على هذا الأساس.

من أشعل الحرب

وأكد الضابط المنشق عن الجيش السوداني، أن الحركة الإسلامية هي من أشعلت حرب 15 أبريل/ نيسان العام الماضي، بتخطيط محكم بالأدلة والبراهين.

مسترسلًا: “بدأت الحرب بترتيب من ضباط الحركة الإسلامية داخل الجيش خاصة ضباط الاستخبارات بالجيش الذين ينتمون بالكامل للحركة الإسلامية، حضرتُ جزءًا من اجتماعات كبار الضباط بالمرخيات بشأن التخطيط للحرب قبل يوم من بدايتها”، مشيرًا إلى أوامر مباشرة من البرهان للمدرعات بإخراج الدبابات إلى الشوارع.

وأبدى أسفه على حال ضباط الجيش الذين يتعرضون للتحقيق من “الملكية”، ويقصد القيادات السياسية من الحركة الإسلامية، مشيراً إلى أن التحقيق الذي أجراه القيادي بحزب المؤتمر الوطني الناجي عبد الله، مع قائد عسكري بالجيش في المنطقة العسكرية بمدينة حلفا الجديدة.

وكان ناجي مصطفى، أحد قيادات حزب المؤتمر الوطني المحلول، ظهر في مقطع فيديو وهو يحقق مع ضابط في الجيش السوداني برتبة عقيد ويدعى “مدثر”، حول اتهامه بالتعاون مع قوات الدعم السريع.

وقال ناجي مصطفى، الذي ينشط في حملات الاستنفار للقتال مع الجيش، وهو يجلس بالقرب من الضابط إنه يحقق معه إنابة عن الشعب، بينما كان الضبط يجلس مطأطأ الرأس منكسرًا، الأمر الذي أثار عاصفة من الاستهجان وسط السودانيين من التصرف الذي اعتبروه مذلًّا للجيش السوداني.

إلى ذلك أشار الضابط المنشق عن الجيش السوداني، إلى فساد واسع في صفوف القوات المسلحة، متهمًا كبار الضباط بسرقة تعيينات العسكريين وتشييد المباني للمصلحة الشخصية، في وقت يعاني الجنود من نقص التعيينات والسلاح والذخيرة.

وأكد الضابط أن بعض “أصحاب الدرداقات” في الأسواق تم إعدامهم على أساس عرقي وجهوي، مشيراً إلى مقتل مئات المواطنين الأبرياء بقانون “الوجوه الغريبة”، بجانب تصفية عدد من الجنود والضباط على أساس عرقي وجهوي.

وتطرق الضابط المنشق في تسجيله المطول إلى تفاصيل خطة فض اعتصام الجماهير السودانية أمام القيادة العامة للجيش في يونيو/ حزيران 2019، الذي أعقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق عمر البشير.

وقال إن الاعتصام فضته قوات من مليشيا الدفاع الشعبي التابعة لنظام البشير، والذي عاد اليوم يقاتل مع الجيش السوداني باسم “المقاومة الشعبية”، مشيرًا إلى مقتل جنود القوات المسلحة بوصفهم “طوابير” يساندون المحتجين ضد نظام البشير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى