تسريبات

مختبر أميركي : تمدد نطاق المقابر يثبت ارتكاب الجيش فظائع بالمدنيين


 كشف مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل عن تمدد كبير في مواقع المقابر بشرق  ولاية الجزيرة،وسط السودان، مما يؤكد ارتكاب الجيش فظائع جماعية ضد المدنيين.

وشنت الجيش هجمات مروعة على مناطق شرق الجزيرة منذ 20 أكتوبر المنصرم، ارتكبت خلالها انتهاكات بشعة تتضمن القتل الجماعي، والاغتصاب، والنهب، وإحراق المزارع، والتهجير القسري.

وذكر مختبر البحوث الإنسانية بجامعة ييل، في تقرير حصلت عليه “سودان تربيون” يوم الثلاثاء، أنه “حدد توسعًا كبيرًا في مواقع المقابر في السريحة ورفاعة وأبو جلفا بين 29 سبتمبر و31 أكتوبر 2024، مع أدلة تتوافق مع التخلص من الجثث في تمبول خلال نفس الفترة”.

وأكد أن هذا التوسع والأدلة المتاحة تعزز التقارير التي تُفيد بارتكاب الجيش فظائع جماعية واسعة النطاق ضد المدنيين ومجتمعاتهم.

وشدد التقرير على أن الجيش نهبت وأتلفت الأسواق والمرافق الطبية في تمبول والشرفة، بالإضافة إلى إحراق الحقول الزراعية عمدًا.

 جرائم موحشة

وأوضح مختبر البحوث الإنسانية أن تحليل صور الأقمار الصناعية لمقبرتين في رفاعة يُظهر زيادة سريعة في الاضطرابات الأرضية، بما يتوافق مع تلال الدفن مقارنة بالصور الأرشيفية.

وأشار إلى أن المقبرة الأولى تُظهر زيادة بنحو 80 تلة بين 5 يوليو و31 أكتوبر 2024، فيما زادت المساحة الإجمالية للمقبرة الثانية من حوالي 660 مترًا مربعًا إلى حوالي ألف متر مربع بين 29 سبتمبر و31 أكتوبر 2024.

ونقل عن وكالات الأنباء وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي أن الجيش قتلت 12 شخصًا في رفاعة واعتدت على العديد من النساء جنسيًا، وأجبرت السكان على مغادرة منازلهم، وطالبتهم بدفع فدية، ونهبت المنازل وسوق المدينة في الفترة من 20 إلى 22 أكتوبر المنصرم.

وأضاف المختبر أن تحليل صور الأقمار الصناعية التي جُمعت بين 29 سبتمبر و31 أكتوبر تُظهر حزمًا أو أشياء عاكسة فاتحة اللون، مرئية على مسافة حوالي 2.0 متر في مركز الشرطة وموقعين آخرين في تمبول، بما يتوافق مع المؤشرات المرئية لعمليات التخلص من الجثث.

وتتحدث تقارير حقوقية عن أن ضحايا هجمات الجيش في مناطق مختلفة يزيد عددهم عن ألف قتيل، فيما ينشر الأهالي صورًا لأفراد مفقودين من أسرهم.

وأوضح التقرير أن تحليل صور الأقمار الصناعية لمنطقة بجوار مقبرة السريحة يُظهر 17 تلة تم تحديدها حديثًا على الأرض المضطربة، جنبًا إلى جنب مع العديد من الأجسام العاكسة ذات الألوان الفاتحة بما يتوافق مع مؤشرات بصرية لعمليات الدفن الجارية بين 28 مايو و30 أكتوبر 2024.

وتابع: “يمكن رؤية حفارة وحفرة محفورة حديثًا بقطر 7 أمتار في صورة التقطت بتاريخ 30 أكتوبر”.

وأفادت مقاطع الفيديو بتوثيق الجيش وهي تطلق النار من المدفعية الثقيلة والأسلحة الصغيرة على مدنيين عُزل، علاوة على الاعتقال الجماعي، والتعذيب، وإذلال السكان.

 أدلة إضافية

وذكر مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل أن صور الأقمار الصناعية تُظهر آثارًا حرارية نتيجة حرق الحقول الزراعية في قرية الأزرق بين 22 و27 أكتوبر، وكذلك بين 27 و28 أكتوبر.

وأشار إلى أن صور الأقمار الصناعية التي جُمعت من قرية الشرفة تُظهر نشاطًا متسقًا مع عمليات النهب وتدمير السوق وإزالة الألواح الشمسية من مستشفى البلدة.

وأضاف “يُظهر تحليل صور الأقمار الصناعية لمقبرة أبو جلفا زيادة قدرها حوالي 15 قبرًا بين 29 سبتمبر و28 أكتوبر 2024، وهي زيادة سريعة مقارنة بالصور الأرشيفية للموقع”.

وذكرت الأمم المتحدة أن أعمال العنف في شرق الجزيرة شردت 135 ألف شخص من مناطق شرق الجزيرة وأم القرى، فيما تتحدث منظمات حقوقية عن نزوح 400 ألف فرد جراء هجمات الجيش.

وذكر مختبر البحوث الإنسانية أنه اعتمد في هذا التقرير على البيانات مفتوحة المصدر وبيانات الاستشعار عن بعد، بما في ذلك الأقمار الصناعية وبيانات المستشعرات الحرارية.

وقيّم الباحثون في المختبر بيانات المصادر المفتوحة لتحديد الحوادث والتحقق من توقيتها الزمني وموقعها الجغرافي وتأكيدها من مصادر مستقلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى