أحداث

من التحالفات إلى العداء: الإخوان ودبلوماسية السودان في الميزان


اتبعت جماعة الإخوان المسلمين في السودان منذ وصولها إلى السلطة عام 1989 سياسات تقوم على العداء تجاه الآخرين في علاقاتها الخارجية وتوجهاتها الدبلوماسية.

وبدأت الحركة الإسلامية منذ توليها السلطة بمهاجمة دول الجوار وغيرها من الدول العربية والأفريقية. ومن الأمثلة البارزة على ذلك، العلاقات المتوترة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية وأوغندا، فقد تعرّض حكام المملكة لوصف غير لائق في وسائل الإعلام السودانية، خاصة عبر البرامج الإذاعية، وكان من الواضح منذ البداية أنّ الدولة تُدار في الكثير من الأحيان عبر الإذاعة، وكان يتم توجيه العداء بشكل مباشر لبعض الدول وفقاً لأهواء النظام الحاكم.

ووفق صحيفة (العرب)، فإنّ هذه السياسة العدائية لم تتوقف مع مرور الزمن، بل تطورت لتصبح وزارة الخارجية السودانية منصة يستخدمها الإخوان المسلمون لتصدير أفكارهم المتشددة، وبدلاً من أن تكون وزارة الخارجية جسراً لتعزيز العلاقات والتعاون، أصبحت وسيلة لتصدير العنف والصراع، ممّا أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع العديد من الدول. وكانت النتيجة هي أنّ السودان أصبح دولة محاصرة لأعوام  طويلة بسبب السياسات الداخلية الخاطئة.

وأكدت الصحيفة أنّ السياسات الخارجية المتشددة أدت إلى فرض عقوبات اقتصادية خانقة على السودان من قبل المجتمع الدولي. وهذه العقوبات لم تقتصر على تجميد الأصول السودانية فحسب، بل شملت أيضاً قطاعات حيوية مثل التجارة والاستثمار الأجنبي، ممّا أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد. وفي ظل هذا الوضع أصبح السودان دولة غير جاذبة للاستثمار أو التعاون الدولي، وهو ما عمّق الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد.

وأضافت الصحيفة: إنّه بعد اندلاع الحرب في 15 نيسان (أبريل) ازدادت التوترات مع عدد من الدول، فقد شنت الحكومة السودانية حملات إعلامية ضد دول مثل كينيا والإمارات والسعودية، وهذه الحملات لم تكن مجرد انتقادات عابرة، بل كانت محاولات واضحة للانتقام السياسي والتصعيد الدبلوماسي غير المبرر. 

ومع عودة الإسلاميين إلى السيطرة على وزارة الخارجية، بدأ العداء تجاه الآخرين يتفاقم، وأصبحت السفارات السودانية مراكز لتنسيق أنشطة مشبوهة، مثل تحويل الأموال لشركات وأفراد بهدف دعم تنظيم الإخوان المسلمين، وهو تحايل واضح على الأنظمة المصرفية في عدد من الدول، وأصبحت السفارات والممثليات السودانية في الخارج أداة لتعزيز العزلة السياسية والاقتصادية، بدلاً من تعزيز التواصل والتعاون الدولي.

وشددت الصحيفة على أنّ هناك حاجة ملحة إلى إعادة بناء الدبلوماسية السودانية وإعادة توجيهها نحو المصالح الوطنية. ويجب أن تستعيد وزارة الخارجية دورها لتكون جسراً للتواصل والتعاون مع الدول الأخرى، بعيداً عن الإيديولوجيا التي أدخلت السودان في صراعات لا نهاية لها، وهذا التحدي يتطلب قيادة جديدة ورؤية قائمة على الانفتاح والحوار.ض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى