قوات الدعم السريع تسيطر على مدينة “كلبس” شمالي دارفور
اندلعت معارك عنيفة بين قوات الدعم السريع، والحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني في مدينة “كلبس” غرب دارفور، انتهت بسيطرة قوات الدعم على المدينة بشكل كامل.
وتعد معارك اليوم هي الثانية من نوعها خلال 3 أيام في ولاية غرب دارفور الإستراتيجية بالنسبة لقوات الدعم السريع، بعدما تسللت قوات الحركات المسلحة بداية أكتوبر الحالي إلى هذه المناطق ضمن خطة للجيش السوداني تهدف لنقل الصراع إلى دارفور.
-
“الدعم السريع” تفشل مخططات الجيش السوداني في الفاشر وتعمق محنته
-
“الدعم السريع” ترحب بتقرير لجنة تقصي الحقائق
وقالت مصادر سودانية إن قوات الدعم السريع شنت صباح اليوم هجومًا واسعًا على مدينة “كلبس” بولاية غرب دارفور من عدة محاور، قبل أن تتمكن من السيطرة الكاملة عليها.
ونشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، تُظهر مقاتليها وهم داخل مدينة كلبس، وأمام مقر رئاسة المحلية، مؤكدين سيطرتهم على المنطقة بعد معارك مع القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة.
وكانت قوات الدعم السريع قد امتنعت عن مهاجمة مدينة كلبس، منذ ظهور جيوب الحركات المسلحة فيها مطلع أكتوبر الجاري، وذلك بعد تلقيها طلبًا من الإدارة الأهلية في المنطقة تعهدت خلاله بعدم السماح بتواجد أي مظاهر عسكرية في المنطقة.
-
“الدعم السريع” تتهم الجيش السوداني باستخدام “سلاح التجويع”
-
“الدعم السريع”: المئات ضحايا غارات “جيش البرهان”
وقالت مصادر إنه منذ ظهور جيوب الحركات المسلحة في عدد من المناطق غرب دارفور، أجرت قوات الدعم السريع اتصالات مكثفة مع القيادات الأهلية للقبائل التي تقطن في تلك المناطق بغية إخراج المسلحين منها دون قتال، وذلك لتجنيب السكان شر الحرب.
وأكدت المصادر أن القيادات الأهلية طلبت من قوات الدعم السريع منحها مهلة كافية لإقناع المقاتلين الذين يتبعون للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، بالخروج من المدن، الأمر الذي جعل “الدعم السريع” تتوقف عن مهاجمة مدينة كلبس طوال الفترة الماضية.
وتعتبر مدينة كلبس التي تقع أقصى شمال ولاية غرب دارفور على بعد 130 كيلومترًا شمال مدينة الجنينة، المقر الرئيس لسلطنة دار قمر.
-
«الفولة» في قبضة «الدعم السريع» بالسودان
-
الدعم السريع يؤكد حضوره لمحادثات السلام السودانية في سويسرا
جبل أووم
ويوم السبت الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة “جبل أووم”، القريبة من مدينة كلبس، وانتشرت على كامل الحدود الغربية مع دولة تشاد، بعد معارك ضارية مع القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني.
ومطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، دفع الجيش السوداني بقوة عسكرية كبيرة مكونة من القوة المشتركة التابعة للحركات الدارفورية المسلحة المتحالفة معه، إلى إقليم دارفور، بغرض نقل الصراع إلى هناك، بعيدًا عن مواقع سيطرته في شرق وشمال البلاد
وكانت القوات التي انتشرت في سلسلة جبال أووم غربي دارفور، واحدة من تلك القوة التي أرسلها الجيش السوداني إلى هناك، وبعضها دخل إلى مدينة كلبس، إحدى أكبر المناطق بجبل مون، الأمر الذي هدد وجود قوات الدعم السريع في غرب دارفور، خصوصًا في مدينة الجنينة.
طائرة أجنبية
وفي شمال دارفور أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الاثنين، أنها أسقطت طائرة حربية أجنبية، كانت تقاتل مع الجيش السوداني، وقتل طاقمها من الأجانب، وذلك في منطقة المالحة
وقالت في بيان تلقى إن “الطائرة الأجنبية كانت قد نفذت عددا كبيرا من الطلعات الجوية وأسقطت عشرات البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين الأبرياء في مدن السودان المختلفة لا سيما منطقة المالحة التي تم إسقاطها فيها أثناء رميها البراميل على النساء والأطفال”.
وأشار البيان إلى أن مقاتلي قوات الدعم السريع وثقوا في مقاطع فيديو وصور، حطام الطائرة بعد إسقاطها، بما في ذلك مشاهد لجثث طاقمها وصور شخصية لهم ولجوازات سفرهم ووثائق أخرى تكشف هوياتهم والأماكن التي قدموا منها.
-
بالحجج والأدلة.. الإمارات تنفي مزاعم تسليح قوات الدعم السريع
-
هل تحسم “الدعم السريع” السيطرة على الفاشر قريبا؟
وأردف البيان: “ظل الطيران الحربي الأجنبي الذي يقاتل إلى جانب ميليشيا البرهان وكتائب الحركة الإسلامية ومرتزقة الحركات، يقوم باستهداف المدن والقرى باستمرار متسبباً في مقتل آلاف النساء والأطفال الأبرياء وتدمير البنى التحتية ومنازل المواطنين، ولم تسلم من القصف الجوي حتى القرى الوادعة التي لا تشهد تواجداً لأي قوات عسكرية”.
وأكدت قوات الدعم السريع في بيان لاحق أنها “تحصلت على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة بشكل سليم، كما وضعت يدها على وثائق ومعلومات مهمة تتعلق بالطائرة، وطبيعة المهام الموكلة إليها من الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان“.
وأضافت أن “الوثائق المادية والهويات التي تم العثور عليها بين حطام الطائرة، تكشف بجلاء تورط “عصابة بورتسودان” في الاستعانة بدول ومرتزقة لتنفيذ مخطط إبادة انتقائي لبعض الشعوب السودانية”.
نقل الصراع
وفي وقت سابق، ذكرت مصادر ميدانية أن الجيش السوداني يخطط لنقل الصراع إلى إقليم دارفور، في محاولة لإجبار قوات الدعم السريع على الانسحاب من الخرطوم ووسط السودان، والعودة للدفاع عن مواقع سيطرتها هناك في مواجهة القوة الكبيرة التي أرسلها الجيش.
-
ما دلالات تشكيل “الدعم السريع” سلطة مدنية في دارفور؟
-
في مبادرة إنسانية.. الدعم السريع تطلق سراح مئات الأسرى
وأكدت المصادر أن القوة التي دفع بها الجيش الذي تلاحقه اتهامات بارتكاب جرائم حرب، بما فيها قتل وتجويع السودانيين، إلى شمال دارفور، كانت قد تلقت التدريب والتأهيل طوال المدة الماضية في قاعدة جبيت العسكرية شرقي السودان، إضافة إلى أخرى جرى تدريبها في معسكرات داخل إرتيريا المجاورة.
وأكدت المصادر أن قوات الدعم السريع دمرت قوة كبيرة من الحركات المسلحة التي دفع بها الجيش السوداني إلى دارفور، في معارك دارت قرب منطقة “المالحة” شمالي الإقليم.
وأشارت إلى أن المعارك التي اندلعت في صحراء شمال دارفور، جعلت قوة الحركات المسلحة المنهزمة تلجأ إلى بعض الجبال ومناطق أهاليهم للتحصن بها.