أحداث

34 قتيلا بينهم أطفال في قصف عشوائي استهدف سوقا شعبيا بالسودان


قتل 34 مدنيا بينهم أطفال، في قصف عشوائي استهدف السوق الشعبي بأم درمان في العاصمة الخرطوم، بينما أفاد شهود عيان بأن طائرات الجيش السوداني كثفت خلال الأيام الأخيرة ضرباتها الجوية على الأحياء السكنية والمرافق العامة.

في وقت طالبت فيه منظمات حقوقية بتحقيق دولي في “جرائم حرب” اُرتكبت خلال النزاع الذي يدخل شهر الثالث. فيما فشلت جهود التهدئة أمام رفض قائد القوات السودانية عبدالفتاح البرهان مبادرات عديدة آخرها وساطة منظمة “إيغاد” الأفريقية.  

وصرحت وزارة الصحة السودانية في بيان مقتضب نشرته على حسابها في فيسبوك بـ”وفاة 34 شخصا من تجار السوق الشعبي أمدرمان (الملجه) نتيجة قصف عشوائي، بينهم أطفال”. ونقلت عن شهود عيان قولهم، إن “الضرب بدأ في مناطقهم من الساعة الـ8 مساء الثلاثاء ولم يتوقف حتى الـ11 مساء”.
وتابعت أن “كل المتواجدين في السوق كانوا من تجار الخضراوات وعربات النقل الكبيرة والمتوسطة”.

ويأتي هذا القصف بعد ساعات من بيان أميركي صدر مساء الثلاثاء اعتبرت فيه سفارة واشنطن بالخرطوم مقتل مدنيين جراء غارات جوية في بحري وأم درمان شمالي وغربي العاصمة الخرطوم الأحد الماضي “من أخطر هجمات القتال بالسودان”.

والأحد أيضا، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان إن “الأمين العام أنطونيو غوتيريش يدين غارة جوية وقعت في أم درمان وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصا”.
وبين الجمعة والسبت، تبادل الجيش والدعم السريع الاتهامات بتنفيذ غارة جوية في أم درمان أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المدنيين.

 

وفي سياق متصل أعلنت الحكومة السودانية قبولها المبدئي بمبادرة الوساطة المصرية لإنهاء النزاع في البلاد، مشترطة عدم إقحام أطراف من خارج المنطقة، للمشاركة فيها، فيما يأتي هذا التطور بعد أن قاطع الجيش السوداني الاجتماع الذي عقدته منظمة “إيغاد” منذ يومين، في سياق جهود أفريقية لإحلام السلام في السودان وتجنيب المنطقة تداعيات الحرب.

 

وقال وزير خارجية السودان علي الصادق اليوم الأربعاء إن بلاده تنظر “بإيجابية” لمبادرة الوساطة المصرية، بينما تستضيف مصر الخميس “قمة دول جوار السودان”، التي تبحث سبل إنهاء الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأضاف الصادق في تصريحات إعلامية نقلها التلفزيون الرسمي “ننظر بإيجابية إلى المبادرة المصرية لبحث سبل إنهاء الصراع في السودان ونتمنى تحقيق أهدافها وحل مشاكل السودان”.
لكن المسؤول السوداني رأى أنه “إذا كثرت أطراف المبادرة وتم إقحام آخرين من غير المنطقة فيها (في إشارة إلى كينيا)، فمن الصعب تحقيق أهدافها”.
واعتبر أن الرئيس الكيني وليام روتو ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد “يريدان تحقيق بعض المكاسب في الإقليم”، مضيفًا أن “هذا لا يكون على حساب السودان”.

والثلاثاء أعلن السودان رفضه نشر أي قوات أجنبية على أراضيه، معتبرا أنها “قوات معادية”.
واستنكرت الخارجية السودانية في بيان تصريحات لروتو قال فيها إن “الوضع في السودان يتطلب بشكل عاجل قيادة جديدة تكون قادرة على إخراجه من الكارثة الإنسانية”. كما أعربت عن “دهشتها لتصريحات آبي أحمد بأن هناك فراغًا في قيادة الدولة، مما يفسر عدم اعتراف بقيادة الدولة الحالية”.

 

والتقى وزير الخارجية الإثيوبي ديميكي ميكونين اليوم الأربعاء مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية للشؤون الإفريقية مولي في، لبحث مجموعة قضايا بينها الصراع الدائر بالسودان.
وقال ميكونين في بيان، عقب اجتماع مع الدبلوماسية الأمريكية في العاصمة أديس أبابا. إن عملية السلام في السودان يجب أن يقودها ويديرها السودانيون ويجب إجراؤها تحت رعاية الاتحاد الأفريقي من خلال منصة الهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد”.

بدورها، أشادت مولي في بالحكومة الإثيوبية على استضافتها اللجنة الرباعية للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) حول الوضع في السودان الاثنين. مشددة وأكدت على ضرورة “التزام الأطراف بوقف إطلاق النار للتأثير على الحلول السياسية وتوزيع المساعدات الإنسانية”.
وفي سياق متصل أظهرت تقديرات المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان تجاوز ثلاثة ملايين.

وأشارت البيانات التي نشرت في وقت متأخر من الثلاثاء إلى أن أكثر من 2.4 مليون نزحوا داخليا وعبر أكثر من 730 ألفا الحدود إلى بلدان مجاورة.

وفر معظم هؤلاء إما من العاصمة الخرطوم حيث يتركز الصراع على السلطة. أو من دارفور حيث تصاعدت أعمال عنف عرقية.

وقال سكان اليوم الأربعاء إنهم سمعوا أصوات طائرات مقاتلة وقصف مدفعي في أم درمان وبحري، اللتين تشكلان مع الخرطوم العاصمة الكبرى.

كما وردت أنباء عن اندلاع قتال في الأيام الماضية بين الجيش وفصائل الحركة الشعبية لتحرير السودان المتمردة في ولاية جنوب كردفان وفي ولاية النيل الأزرق. بالقرب من الحدود مع إثيوبيا، مما أدى إلى موجات نزوح من تلك المناطق أيضا.

وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل التابعة للحكومة السودانية الثلاثاء إنها سجلت تسع حالات جديدة من الاعتداء الجنسي في الخرطوم. ليرتفع العدد الإجمالي منذ منتصف أبريل إلى 51 حالة، مضيفة أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير على الأرجح.

وبعد تقاسم السلطة مع المدنيين في أعقاب الإطاحة بعمر البشير من الرئاسة في انتفاضة شعبية قبل أربع سنوات. استأثر الجيش وقوات الدعم السريع بالسلطة بالكامل في انقلاب عام 2021 قبل أن تدب الخلافات بين الطرفين على خلفية خطة لإجراء انتخابات ديمقراطية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى