3,000 سلة غذائية للنازحين.. إضافة تبدأ توزيع المساعدات بمحلية الدبة

شرعت منظمة إضافة لمساعدات الكوارث والتنمية، اليوم، في تنفيذ واحدة من أهم مبادرات الدعم الإنساني في السودان، وذلك من خلال توزيع 3,000 سلة غذائية متكاملة على الأسر النازحة في محلية الدبة بالولاية الشمالية. وتستهدف هذه الخطوة نازحي معسكرات زمزم، مليط، المالحة، والجموعية، الذين وصلوا إلى المحلية هربًا من تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في ولاياتهم الأصلية، لاسيما في إقليم دارفور وشمال كردفان.
ويأتي هذا التوزيع كجزء من مشروع الأمن الغذائي في السودان، والذي يموله مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في إطار الشراكة المستمرة مع المنظمات السودانية المحلية لتعزيز الاستجابة الإنسانية وتخفيف معاناة الفئات المتأثرة بالنزاعات والنزوح القسري.
دعم عاجل في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية
وفي تصريح خاص لوكالة السودان للأنباء (سونا)، أكدت الأستاذة سارة يحيى عمر، مديرة مكتب منظمة إضافة في الولاية الشمالية، أن هذا التوزيع يأتي ضمن الاستجابة العاجلة التي أطلقتها حكومة الولاية، بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني، لمواجهة تداعيات موجات النزوح الجديدة نحو محلية الدبة.
وأضافت سارة أن السلال الغذائية التي يتم توزيعها تحتوي على مكونات غذائية أساسية تكفي الأسرة لفترة تتراوح ما بين أسبوعين إلى شهر، وتشمل الحبوب، الزيوت، البقوليات، السكر، وبعض المستلزمات الضرورية الأخرى. وتهدف هذه المبادرة إلى دعم 3,000 أسرة نازحة، بما يعادل أكثر من 15,000 فرد، يمثلون واحدة من أكثر الشرائح ضعفًا في الوقت الراهن.
مشروع واسع يغطي عشرات الآلاف من المحتاجين
وأوضحت الأستاذة سارة أن المشروع الحالي لن يقتصر على هذا التوزيع فحسب، بل يشمل خطة أوسع تمتد خلال الأشهر المقبلة، تستهدف توزيع إجمالي 36,500 سلة غذائية، وهي الكمية المخصصة للولاية الشمالية من مركز الملك سلمان. ووفقًا لتقديرات المنظمة، فإن هذه الكمية ستغطي حاجات نحو 182,500 شخص من الفئات الأكثر تضررًا، سواء من النازحين الجدد أو من المجتمعات المضيفة التي تعاني من نفس التحديات الاقتصادية والغذائية.
استمرار جهود الدعم في مختلف المحليات
من الجدير بالذكر أن منظمة إضافة كانت قد نفذت خلال الفترة الماضية عدة حملات مشابهة في ولايات ومحليات أخرى. فقد قامت مؤخرًا بتوزيع 10,400 سلة غذائية في محليات مروي، الدبة، القولد، إضافة إلى شرائح مجتمعية مستضعفة في محلية دنقلا. وتأتي هذه التحركات في ظل تقارير محلية ودولية تشير إلى تدهور كبير في الوضع الإنساني في السودان، نتيجة الصراع الدائر منذ أكثر من عام، والذي أدى إلى نزوح الملايين داخليًا وتدمير البنية التحتية في عدد من المناطق.
تحديات لوجستية ومناشدات للتعاون
ورغم أهمية هذه المبادرات، إلا أن تنفيذها يواجه تحديات لوجستية كبيرة، منها صعوبة الوصول إلى بعض المناطق، ونقص وسائل النقل والتخزين، وارتفاع تكلفة المواد الغذائية. وفي هذا السياق، ناشدت منظمة إضافة الجهات المانحة والمنظمات الإقليمية والدولية بضرورة تعزيز الدعم المقدم للمنظمات المحلية، التي تمتلك القدرة على التحرك ميدانيًا والتعامل مع المجتمعات المتضررة بشكل مباشر.
الأمن الغذائي في السودان.. أزمة مستمرة
تجدر الإشارة إلى أن السودان يواجه واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية منذ عقود، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينهم 5 ملايين في حالة طوارئ غذائية. وتزداد هذه الأرقام يومًا بعد يوم مع استمرار النزاع المسلح، وتوقف العديد من الأنشطة الزراعية، وانهيار الخدمات الأساسية في مناطق واسعة من البلاد.
وفي ظل هذه الظروف، تُعد مثل هذه المبادرات بمثابة شريان حياة لآلاف الأسر، وتساهم في تخفيف بعض الأعباء عن المجتمعات المحلية التي باتت عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية.
تعكس جهود منظمة إضافة، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة، التزامًا واضحًا بالوقوف إلى جانب السودانيين في محنتهم، والعمل من أجل تحقيق حد أدنى من الاستقرار الغذائي في هذه المرحلة الدقيقة. وبينما تبقى التحديات جسيمة، فإن التضامن المحلي والإقليمي والدولي يبقى هو الأمل الأكبر للخروج من النفق المظلم الذي تمر به البلاد.
