3 أسباب تشعل صراع السيطرة على «أم درمان»
مع اقتراب حرب السودان من شهرها الـ 12، لا تزال الاشتباكات العنيفة تدور بين طرفي القتال في أم درمان للسيطرة عليها.
وبكل بساطة فإن أم درمان تعد بمثابة الجائزة الكبرى لمن يسيطر عليها بشكل كامل، بما لها من مكانة استراتيجية وتاريخية ووطنية وشعبية، لا سيما مع إمكانية استئناف مسار مفاوضات جدة قريبا.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي يخوض الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي“، حربا خلفت أكثر من 13 ألف قتيل ونحو 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
أهمية استراتيجية
أول الأسباب لاحتدام الصراع حولها، هو أن أم درمان تعرف بأهميتها الاستراتيجية، فهي العاصمة الوطنية والثقافية للبلاد، وتشكل مدخلا مهما للعاصمة القومية الخرطوم من الناحيتين الشمالية والغربية.
كما تضم عددا من المؤسسات ذات الطبيعة العسكرية، مثل قاعدة كرري العسكرية وسلاح المهندسين والسلاح الطبي، والكلية الحربية، وقاعدة وادي سيدنا الجوية، والمطبعة العسكرية، وكلية القادة والأركان العسكرية، وعددا من معسكرات التدريب العسكرية.
وقال الخبير العسكري السوداني عز الدين رحمة الله، إن “أم درمان مفتوحة على مساحات جغرافية واسعة، ما يجعلها عمقا استراتيجيا للبلاد”.
وأضاف أن قوات “الدعم السريع” فرضت سيطرتها على مداخل ومخارج المدينة من الناحية الغربية، ما ساعدها في عملية دخول المقاتلين والأسلحة من غرب السودان.
وحول طبيعة المعارك فيها، قال الخبير العسكري إن الجيش السوداني، يخوض حربا عنيفة، لإحكام سيطرته عليها وإغلاق المداخل والمخارج لقوات الدعم السريع وشل حركتها نهائيا.
وترتبط أم درمان ببقية أنحاء العاصمة بـ 4 جسور، خرج منها جسر شمبات عن الخدمة بعد تعرضه لدمار كبير في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى جانب مبنى الإذاعة بطابعه التاريخي الذي يعود إلى عام 1940.
مقر الإذاعة
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، عبد اللطيف أبوبكر إن “الجيش السوداني يواجه ضغوطا من الشارع لاسترداد الإذاعة والتلفزيون من قبضة قوات الدعم السريع، باعتبار أن الإذاعة ارتبطت وجدانيا بالمستمعين السودانيين الذين يريدون الاستماع إلى أثير الإذاعة مرة أخرى، وهذا سبب ثان”.
الرغبة في السيطرة على المدن الكبيرة مع اقتراب استئناف عملية التفاوض في منبر جدة، كانت السبب الثالث وراء محاولات الجيش استعادة أم درمان، بحسب تصريحات أبوبكر، الذي يؤكد أنها تعتبر أوراق ضغط كبيرة على طاولة التفاوض.
وبينما يسيطر الجيش بشكل كامل على جسري الفتيحاب بالقرب من سلاح المهندسين والنيل الأبيض المؤدي إلى مستشفى السلاح الطبي، يتقاسم الطرفان السيطرة على جسر الحلفايا، إذ تتحكم قوات الدعم السريع في المدخل الشرقي للجسر من ناحية الخرطوم بحري، بينما يسيطر الجيش على الناحية الغربية منه في أم درمان.
وأم درمان أيضاً هي الذراع الثالثة للعاصمة السودانية المؤلفة إلى جانبها من الخرطوم والخرطوم بحري، وتعد العاصمة الوطنية بسبب طابعها الشعبي.
حرب شوارع
وأفادت مصادر عسكرية سودانية بأن الجيش يقود حاليا حرب شوارع في محيط الإذاعة والتلفزيون بحي الملازمين في أم درمان، لطرد قوات “الدعم السريع” التي تسيطر على المنطقة منذ اندلاع الحرب.
وتتركز المعارك، التي تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة والخفيفة، عند محيط مقر الإذاعة والتلفزيون، إذ يقترب الجيش منه، من الناحية الشمالية والجنوبية.