يد تركيا الخفية في حرب السودان: كيف تُسلّح أنقرة جيش البرهان؟

تفاصيل مقلقة حول دور تركيا في النزاع الدائر في السودان، أماط عنها اللثامَ تقريرٌ لصحيفة واشنطن بوسط الأمريكية.
شحنة سرية سُلمت إلى جيش البرهان، تحت جنح الظلام في سبتمبر الماضي: طائرات مسيّرة، وصواريخ، وعتاد ضخم، لصب الزيت على نار الحرب المستمرة في البلاد، منذ 22 شهراً.
برفقة هذا العتاد، وصل فريق من شركة “بايكار” التركية، أكبر شركة دفاع في البلاد، لضمان سير الصفقة بنجاح. وأظهرت رسائل متبادلة بين موظف في الشركة ومديره توثيقاً للهجمات التي نفذها الجيش السوداني باستخدام الطائرات المسيّرة، بما في ذلك مقاطع فيديو توضح ضربات جوية على أهداف مختلفة في السودان.
تكشف الوثائق التي حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” عن تفاصيل صادمة حول كيفية تزويد شركة “بايكار” التركية الجيش السوداني بالأسلحة، بما في ذلك طائرات مسيّرة من طراز TB2، وذخائر، ومئات الرؤوس الحربية. الشحنة التي بلغت قيمتها 120 مليون دولار تم إرسالها رغم العقوبات الدولية المفروضة على السودان.
وبدأ تسليم الأسلحة التركية، في أغسطس 2024، عبر طائرات شحن إلى ميناء بورتسودان، وهو ميناء يقع على البحر الأحمر في شرق البلاد.
على الرغم من أن أنقرة قد نفت تقديم دعم عسكري مباشر لطرفي النزاع في الحرب، تثير هذه الصفقة العديد من التساؤلات حول الدور الذي تلعبه تركيا في الصراع، الذي أودى بحياة مئات الآلاف من السودانيين.
ويخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، منذ أبريل 2023، حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدَّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.
