وول ستريت جورنال: أوكرانيا «تقاتل» روسيا في السودان
مع اقتراب الحرب في السودان من دخول شهرها الثاني عشر، فجرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية مفاجأة من العيار الثقيل.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فإن القوات الخاصة الأوكرانية تشارك في العمليات القتالية إلى جانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع ، في إطار استراتيجية تهدف إلى تقويض العمليات العسكرية والاقتصادية الروسية في الخارج.
ووفق الصحيفة، تأمل أوكرانيا من خلال قتالها إلى جانب الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، في جعل الحرب أكثر تكلفة بالنسبة لموسكو.
وتتهم أوكرانيا مجموعة فاغنر الروسية بدعم قوات الدعم السريع في الصراع الدائر بالسودان.
كيف بدأ الأمر؟
وقالت الصحيفة إنه “عندما وجد قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، نفسه محاصراً من قبل قوات الدعم السريع في عاصمة البلاد الصيف الماضي، اتصل بحليف غير متوقع للمساعدة: الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.”
وأضافت “وول ستريت جورنال” إن البرهان طلب المساعدة من زيلينسكي في اتصال هاتفي بعد أن قام السودان بتزويد أوكرانيا سرا بالأسلحة في عام 2022، وفق ما أوردته الصحيفة.
وبعد أسابيع قليلة من الاتصال الهاتفي، هبطت القوات الأوكرانية الخاصة في السودان، وبدأت عمليات مطاردة قوات الدعم السريع في العاصمة السودانية، بحسب عدد من الجنود الأوكرانيين الذين شاركوا في العملية، بحسب المصدر ذاته.
ونقلت الصحيفة عن ضابط أوكراني يبلغ من العمر 40 عاما، يقود أحد الفرق الأوكرانية في السودان قوله إن “من المستحيل التغلب على روسيا بمجرد القتال على قطعة صغيرة من الأرض، مثل خط المواجهة في أوكرانيا”.
ويضيف الضابط الذي لم يتم الكشف عن اسمه قائلا: “إذا كان لديهم (الروس) مناجم ذهب في السودان، فنحن بحاجة إلى جعلها غير مربحة”.
صحيفة “وول ستريت جورنال” قدمت تفاصيل عن مشاركة القوات الأوكرانية في حرب السودان، مشيرة إلى أن الدفعة الأولى من القوات الأوكرانية عددها نحو 100 جندي، معظمهم من وحدة تيمور التابعة للاستخبارات العسكرية الأوكرانية ووصلوا إلى السودان في منتصف أغسطس/آب الماضي.
وقالت الصحيفة إن المهمة الأولى للأوكرانيين كانت تتمثل بالمساعدة في إخراج عبدالفتاح البرهان قائد الجيش، الذي كان محاصرا من قبل قوات الدعم السريع، من الخرطوم، وهو ما تحقق بالفعل.
وأشارت “وول ستريت جورنال” إلى أن القوات الأوكرانية “زودت حراس البرهان ببنادق رشاشة وكواتم صوت جديدة، ثم ركزت على محاولة إخراج قوات الدعم السريع المدعومة من فاغنر من الخرطوم”.
ولكن كيف عملت القوات الأوكرانية في السودان رغم أن لون بشرة أفرادها يفضحهم؟.
ضابط أوكراني أجاب على تلك النقطة قائلا “كانت الفرق الأوكرانية تنسحب دائما إلى قاعدتها بحلول الصباح، خوفا من لفت الانتباه.. حتى لو أردنا القيام بشيء ما خلال النهار، فنحن مجموعة من الأشخاص البيض، سيدرك الجميع وجودنا”.
تعليق أوكراني
وأشارت الصحيفة إلى أن اللفتنانت جنرال كيريلو بودانوف، الذي يقود وكالة المخابرات العسكرية الأوكرانية رفض التعليق على ما إذا كانت وكالته قد نشر قوات في السودان، مكتفيا بالقول إن “الحرب عمل محفوف بالمخاطر ونحن في حرب شاملة مع روسيا لديهم وحدات في أجزاء مختلفة من العالم، ونحاول أحيانا ضربهم هناك”.
وما زال المواطنون السودانيون هم الضحية الأولى للحرب، التي اندلعت في منتصف أبريل/نيسان الماضي، وتسببت في تدمير المرافق الحيوية والبنى التحتية في عدة ولايات.
ومنذ بداية الحرب، فر من السودان قرابة 8 ملايين شخص، نصفهم من الأطفال.
وأودت الحرب بحياة آلاف المدنيين بحسب أرقام الأمم المتحدة التي تقول إن نحو 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، في حين يعاني نحو 3.8 مليون طفل دون سن الخامسة سوء تغذية.
وتحاول الأمم المتحدة حشد مساعدات من المجتمع الدولي وأطلقت نداء لجمع 4.1 مليار دولار للاستجابة للحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحا.
وتسبب القتال المستمر في أضرار جسيمة للبنية التحتية في السودان، حيث انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت على نطاق واسع في الخرطوم ومعظم المناطق الوسطى والشرقية منذ مطلع فبراير/شباط الماضي، باستثناء 5 ولايات شرقية تم استعادة الخدمة فيها جزئياً، وهي البحر الأحمر ونهر النيل والقضارف وكسلا والولاية الشمالية، في حين لم تتم استعادة الخدمة بعد في بقية ولايات السودان الأمر الذي فاقم من الكارثة الإنسانية في البلاد.
وتعتمد العديد من وكالات الإغاثة الإنسانية المحلية والمستشفيات على التحويلات الأجنبية والتحويلات عبر الإنترنت لمواصلة عملياتها، حيث تسبب انقطاع الإنترنت في توقف جميع الخدمات المالية المصرفية تقريبًا.