وفاة مئات الأطفال في السودان خلال أشهر
تجدّدت المواجهات العسكرية اليوم الثلاثاء، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حول محيط منطقة المقرن القريب من القصر الجمهوري في العاصمة الخرطوم، حيث تصاعدت سحب الدخان من المنطقة وجوارها.
وتستمرّ الاشتباكات بشكل تصاعدي بين الطرفين في شهرها السادس، حيث جابت سيارات قتالية محمّلة بالأسلحة والجنود تابعة للدعم السريع في شوارع شرق النيل شرقي العاصمة.
وفي مدينة أم درمان غربي العاصمة، شن الجيش صباح اليوم هجمات مدفعية من أقصى شمال المدينة عند قاعدة كرري العسكرية، وأطلق عدة قذائف صاروخية قريبة وبعيدة المدى استهدف خلالها مواقع الدعم السريع بالخرطوم بحري، حيث تصاعدت أعمدة الدخان في عدد من محاورها، لا سيما باتجاه منطقة كوبر.
وأفاد شهود عيان باشتباكات بين الطرفين في مناطق أم درمان القديمة التي تجري عمليات تمشيط واسعة في عدد من مواقعها.
وعاد الهدوء إلى مدينة بورتسودان، حيث اندلعت اشتباكات أمس الإثنين بين عناصر من الجيش السوداني وقوات “تحالف حركات وأحزاب بورتسودان”، وذلك في أولى المعارك في المدينة الساحلية التي كانت لا تزال بمنأى عن الحرب المستمرة في البلاد منذ أبريل الماضي.
واتهم “مؤتمر البجا” القومي قوات الجيش ببدء إطلاق النار، والقيام بعمليات التهريب.
وتضمّ بورتسودان المطار الوحيد الذي لا يزال يعمل في السودان. ومنذ ثلاثة أسابيع، استقرّ فيها قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان بعد خروجه من مقر قيادة الجيش في الخرطوم، حيث استخدمها للقيام برحلاته الخارجية.
وتبادل طرفا الصراع الاتهامات بتدمير الخرطوم، وحرق مؤسسات وهيئات حكومية وسط العاصمة.
ومن بين المنشآت التي تعرّضت للحرق: برجا وزارة العدل والهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، ومقرّ شركة النيل الكبرى للبترول، وبنك الساحل والصحراء وسط الخرطوم.
ودمّر النزاع البنى التحتية الضعيفة، وأدى إلى إغلاق 80% من مستشفيات البلاد، وأغرق الملايين في وضع أشبه بالمجاعة الحادة.
واليوم كشفت الأمم المتحدة أن نحو 1200 طفل توفوا جراء الحصبة وسوء التغذية في تسعة مخيمات للاجئين في السودان منذ مايو وقد يموت عشرات الآلاف الآخرين بحلول نهاية السنة على ما أعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء.
وقال آلن مينا مسؤول الصحة العامة في مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين: “أكثر من 1200 طفل دون سن الخامسة توفوا في تسعة مخيمات في الفترة بين 15 مايو و14 سبتمبر. ويعود ذلك إلى تفش محتمل لمرض الحصبة وسوء التغذية الحاد”.