قررت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين توسيع خطتها لمساعدة السودان لتشمل أيضا ليبيا وأوغندا بعد وصول عشرات الآلاف من اللاجئين إليهما في الأشهر الماضية.
ويشهد السودان أكبر أزمة نزوح في العالم حيث يفر الملايين بسبب الهجمات المروعة التي تسببها الأطراف المتحاربة.
ووفق المنظمة الدولية للهجرة نزح نحو 10.7 ملايين شخص بسبب النزاع في السودان، منهم 9 ملايين داخل البلاد بينما فرَّ 1.7 مليون إلى دول الجوار.
ويتضاعف عدد الفارين الباحثين عن الأمان مع اتساع دائرة القتال، حيث يتوافد الى الولايات الشمالية والنيل الأبيض الاف النازحين الذين اضطروا لمغادرة منازلهم تحت وطأة القصف أو هربا من الانتهاكات التي تمارسها قوات الدعم السريع، لا سيما في ولايات دارفور والجزيرة.
وقال إيوان واتسون من المفوضية للصحفيين في جنيف إن ما لا يقل عن 20 ألف لاجئ وصلوا إلى ليبيا منذ العام الماضي، مع تسارع عدد الوافدين في الأشهر القليلة الماضية، في حين وصل ما لا يقل عن 39 ألف لاجئ سوداني إلى أوغندا.
وأضاف “هذا لا يشير سوى إلى الوضع البائس والقرارات اليائسة التي يتخذها من ينتهي بهم المطاف إلى مكان مثل ليبيا وهي بالطبع صعبة للغاية بالنسبة للاجئين في الوقت الحالي.”
وكشفت وثيقة للمفوضية الأممية أن عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا سيصل إلى 149 ألفا وفي أوغندا إلى 55 ألفا بحلول نهاية العام.
وتشكو السلطات المحلية بمناطق الجنوب الليبي انعدام الإمكانيات لمواجهة تدفق الوافدين السودانيين حيث أطلقت نداءات استغاثة من أجل تدخل السلطات التنفيذية في الشرق والغرب والمنظمات الدولية لتقديم الدعم وإيجاد الحلول لاحتواء الازمة.
وحذّرت المنظمات الوطنية الليبية من تداعيات التوافد المستمر للنازحين السودانيين، على المشهد الاجتماعي والاقتصادي والأمني في المناطق الجنوبية بليبيا ومن انفجار الأوضاع وحدوث كارثة إنسانية.
وكانت الأمم المتحدة قد وجهت في شهر فبراير الماضي قد وجهت نداء لتوفير 4.1 مليار دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر الحاحا للمدنيين داخل السودان ومن فرّ منهم الى البلدان المجاورة، فيما يتواصل النزاع منذ منتصف نيسان/أبريل 2023.
وتنسق المفوضية خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين، وتستهدف حوالي 2.7 مليون شخص في خمس دول مجاورة للسودان. وتهدف الخطتان معا إلى دعم حوالي 17.4 مليون شخص في السودان والمنطقة.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل/نيسان 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة الفريق الأول عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق الأول محمد حمدان دقلو، مما أدى إلى أزمة إنسانية كبرى.
كما أسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى، لكن لم تتّضح بعد الحصيلة الفعلية للنزاع في حين تفيد تقديرات بأنها تصل إلى “150 ألفا” وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
