أحداث

هل ينجح «صمود» في تقديم بديل لـ«تقدم» بالسودان؟


إثر الحرب، والانقسامات السياسية، يعيش السودان حاليًا حالة تشظٍّ، دون حل سياسي قريب ينقذ البلاد، لكن لا يخلو الأمر من محاولات مدنية.

وخلفت الحرب أكبر أزمة إنسانية وسياسية يشهدها السودان في تاريخه الحديث، وسط مخاوف من أن تؤدي إلى انقسام البلاد في ظل تفاقم حالة الاستقطاب الأهلي، وإصرار قوى سياسية وجماعات مسلحة على تشكيل حكومة موازية.

في هذا السياق، قررت قوى سياسية وكيانات مهنية رافضة لخطوة الحكومة الموازية، تشكيل التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” بقيادة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.

جاء ذلك بعد أن أعلنت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، الإثنين الماضي، حل الائتلاف بعد خلافات بين مكوناته تتعلق بإعلان حكومة موازية في مناطق سيطرة قوات “الدعم السريع“.

فصائل معزولة

ورغم اللغة الحاسمة في البيان، قال الكاتب والمحلل السياسي، أنور سليمان، إن “الفصائل التي شكلت التحالف يجب عليها إحداث تغييرات جوهرية عميقة في طريقة تعاطيها مع الأزمة حتى تتسق مع الواقع على الأرض”.

وأوضح سليمان أن “القوى الوطنية في السودان درجت على إقامة هياكلها والتعاطي مع الأزمة بطريقة الاكتفاء بإصدار بيانات صحفية عند الملمات مع انتظار أن تهب ريح المتغيرات الدولية أو الإقليمية والمحلية لتملأ أشرعتها المفتوحة على الدوام لتقودها إلى السلطة”.

قبل أن يضيف: “تلك الطريقة ثبتت بالتجربة أنها فعّالة وإن كانت بطيئة بطريقة مميتة”.

تحديات كبيرة

 من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي، محمد المختار، إن هناك “تحديات كثيرة تواجه هذا التحالف الجديد القديم، بدءا من طبيعة هذا التحالف السياسية والاجتماعية، وسيواجه بسؤال رئيسي ماذا سيقدم من فعل وخطاب سياسي في ظل هذا المشهد، أم سيكتفي باجترار المواقف والخطابات السابقة التي ظلت توصف الأزمة بطريقتها دون اختراقها أو مخاطبة جذورها؟”.

وأضاف المختار “من المتوقع أن يستمر هذا التحالف على النهج القديم ذاته، لأن مسببات انشقاق (صمود) من (تقدم) هي القيام بفعل سياسي حقيقي لاختراق جدار الأزمة ومخاطبة جذورها”.

واليوم الأربعاء، أفادت قوى سياسية ونقابية، في بيان بأنها “قررت الانتظام في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) عبر هياكل مؤقتة، يترأسها عبد الله حمدوك“.

أعضاء التحالف

وأوضحت أن التحالف يضم أحزاب التجمع الاتحادي، والبعث القومي، والمؤتمر السوداني، والأمة القومي، والتواصل، والناصري، والوطني الاتحادي، والجبهة الشعبية المتحدة، وحركة حق، والحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي.

وأشارت إلى أن الائتلاف “يضم أيضا، 17 كيانًا نقابيًا ومهنيًا، منها نقابة الصحفيين السودانيين، ولجنة أطباء السودان، ومحامي الطوارئ، ولجنة المعلمين، إضافة إلى ثمانية من تجمعات لجان المقاومة”.

ولم يتوقف المنضمين للتحالف عند ذلك، إذ ذكر البيان، أنه “يضم شخصيات من المجتمع المدني، من بينهم هادية حسب الله، وصالح عمار، وبكري الجاك، علاوة على أفراد من الفئات النوعية مثل الشاعر أزهري محمد علي، وأعضاء من الإدارة الأهلية، وأصحاب الأعمال والأشخاص ذوي الإعاقة.

البيان قال إن قوى “صمود” ملتزمة باتخاذ طريق مستقل لا ينحاز لأي طرف من أطراف النزاع، للتصدي للأفعال التي وحدة البلاد، والانتهاكات، وحماية المدنيين، ومعالجة الأزمة الإنسانية، واستكمال جهود وقف الحرب.

ويخوض الجيش السوداني، و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء. 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى