هل يفي البرهان بالتزامه للأمم المتحدة بشأن إيصال المساعدات الإنسانية؟
أعلنت الأمم المتحدة أن طرفي النزاع السوداني اتفقا على عقد اجتماع على الأرجح في سويسرا لبحث مسألة إيصال المساعدات الإنسانية. بينما يتوقف إجراء هذا اللقاء على مدى التزام قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان بعد أن تنصل في عديد المناسبات من تعهداته .بالجلوس إلى طاولة الحوار لإنهاء الأزمة، في حين أبدى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو ‘حميدتي‘ استعدادا غير مشروط .للتجاوب مع أي مبادرة تهدف إلى وقف الحرب.
وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث. للصحافيين “خلال الأسبوعين الماضيين، أجريت اتصالات مع قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للوفاء .بالتزامهما بشأن إيصال المساعدات”.
وأشار إلى أنه تمت دعوتهما لاجتماع ترعاه الأمم المتحدة .بين ممثلين عن الطرفين المتحاربين في السودان لبحث إيصال المساعدات الإنسانية لسكان السودان الذين يحتاج نصفهم تقريباً. أي حوالي 25 مليون شخص، للمساعدة.
وأكد أن “كلا منهما قال نعم وأعرب عن سعادته بالحضور”. مضيفاً “لكنني أنتظر تأكيد موعد ومكان الاجتماع”. مشيراً إلى أن الطرفين “اقترحا القدوم إلى سويسرا”.
وأشار غريفيث إلى أن ما يشغله ليس مكان الاجتماع. ولكن أن يناقش الطرفان إمكانية وصول المساعدات الإنسانية. معربا عن أمله في أن يتم هذا الاجتماع حضورياً وعن استعداده .لتنظيم أول اتصال “افتراضي” اعتبارا من الأسبوع المقبل.
ومنذ 15 أبريل/نيسان يدور قتال في السودان بين القوات الموالية لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان .ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو .وفشلت الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى مفاوضات سلام حتى الآن.
وفي بيان مشترك وجهت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية نداء لجمع 4.1 مليار دولار. لتلبية احتياجات ملايين السودانيين داخل البلاد ومن لجؤوا إلى دول مجاورة.
وأوضح البيان أن “نصف سكان السودان يحتاجون إلى دعم وحماية”. مشيرا إلى أن “الأموال المطلوبة ستخصص لمساعدة ملايين المدنيين في السودان وغيرهم ممن فروا إلى الخارج”.
وإضافة إلى تلبية احتياجات المدنيين داخل السودان. تسعى الأمم المتحدة من خلال الأموال التي ستجمعها إلى “تغطية احتياجات نحو 2.7 ملايين لاجئ سوداني. في دول مجاورة مثل جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان”، وفق البيان.
وقال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة. مارتن غريفيث إن “عشرة أشهر من الصراع سلبت شعب السودان كل شيء تقريبا. بما في ذلك منازلهم وسلامتهم وسبل عيشهم”.
وأضاف أن “سخاء المانحين يساعدنا على توفير الغذاء .والتغذية والمأوى والمياه النظيفة والتعليم للأطفال، ومحاربة العنف القائم على النوع الاجتماعي ورعاية الناجين”.
وأوضح البيان، أن ميزانية خطة الاستجابة لعام 2024. المقدرة بـ4.1 مليار دولار، تهدف إلى دعم نحو 17.4 ملايين شخص في السودان والمنطقة. منها 2.7 مليارات دولار لمساعدة 14.7 ملايين شخص داخل البلاد و1.4 مليار دولار تستهدف نحو 2.7 ملايين شخص في خمس دول مجاورة للسودان.
بدوره قال المفوض السامي للأمم المتحدة .لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي “التقيت للتو بلاجئين سودانيين في إثيوبيا ونازحين داخل السودان، فقدوا الكثير”، وفق البيان.
وأضاف “مرة تلو الأخرى، نسمع منهم نفس الرسالة: نريد السلام حتى نتمكن من العودة إلى ديارنا. ونحتاج إلى الدعم لإعادة بناء حياتنا” .وحث غراندي المجتمع الدولي على “زيادة مستوى دعمه للشعب السوداني فهم بحاجة ماسة إلى المساعدة وهم بحاجة إليها الآن”.
وأشار البيان، إلى أن عمال الإغاثة من 167 منظمة إنسانية. تمكنوا من الوصول إلى نحو 7 ملايين شخص في السودان في عام 2023. بدعم من الجهات المانحة الدولية.