هل يفك حمدوك «شفرة الحل» بالقاهرة؟
في وقت تمضي أزمة السودان نحو المجهول دون أمل يلوح في الأفق لحل سياسي سلمي، بسبب فشل المبادرات المطروحة من وسطاء محليين ودوليين، لوقف معاناة تخلفها حرب متعددة الأوجه.
لكن في ظل المساعي المتواصلة لإنهاء الحرب، يعتزم رئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، عبد الله حمدوك، زيارة العاصمة المصرية القاهرة الجمعة المقبل، بدعوة رسمية لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، فهل ينجح في فك شفرة الأزمة عبر تحريك المفاوضات بما يقود نحو بصيص أمل يوقف الحرب.
مصادر سياسية بالتنسيقية، أكدت أن حمدوك، المستقيل من رئاسة الحكومة منذ يناير/كانون الثاني 2022، سيجري مباحثات رسمية مع القيادة المصرية، حول إمكانية الدور الذي ستلعبه القاهرة لإنهاء حرب السودان.
ويرأس حمدوك تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، التي تضم عددا من القوى السياسية والمدنية والمكونات النقابية.
تحريك ملف التفاوض
ويرى الكاتب والمحلل السياسي السوداني، محمد الأسباط، أن “القاهرة عاصمة مفتاحية في المسألة السودانية، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تساهم زيارة حمدوك في تحريك ملف التفاوض من أجل وقف الحرب”.
ويقول الأسباط في حديثه إن “الدعوة جاءت من الحكومة المصرية، وهذا مؤشر على أن القاهرة بدأت تهتم وتستشعر الدور الأساسي للقوى المدنية في السودان”.
وأوضح أن “القاهرة بدأت تتحرك لإيجاد حل جذري لوقف الحرب في السودان، وذلك بعد زيارة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان،إلى القاهرة”.
وبحسب الخبير، فإنه من “المتوقع أن توجه الحكومة المصرية الدعوة لقائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو“.
ولفت إلى أن “كل المعطيات تؤكد أن القاهرة بدأت دخول الملعب بكل إمكانياتها وأوراقها وهذا من شأنه أن يعجل بدفع الفرقاء للجلوس إلى مائدة التفاوض، وتسريع جهود وقف الحرب”.
واعتبر أن هذه الخطوات “تتكامل مع الجهود السعودية الأمريكية، خصوصا أن القاهرة كانت حاضرة في اجتماع البحرين الذي حقق اختراقا كبيرا رغم الجدل الذي أثاره”.
تطورات ميدانية
ومع تصاعد وتيرة العنف، قالت مصادر عسكرية إن معارك عنيفة اندلعت في أحياء مدينة أم درمان القديمة، بين الجيش وقوات “الدعم السريع” بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
وحسب المصادر العسكرية، فإن المعارك الأعنف جرت في منطقة “سلاح المهندسين” بأحياء “المنصورة” و”حمد النيل”، وبعض الأحياء الأخرى.
فيما يسود هدوء نسبي بالمناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش من ذلك أحياء “كرري” و”الثورات”، وفق المصادر ذاتها التي أشارت إلى أن قوات الدعم السريع لا تزال تسيطر على أحياء “الفتيحاب” و”الصالحة”، ومنطقة الريف الجنوبي و”أم بدة” و”دار السلام”.
وحسب شهود عيان، فإن أحياء مدينة أم درمان تعاني من انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات، كما أن المواد الغذائية في شح مستمر، والأسعار باهظة، فيما يهدد شبح الجوع المدنيين المحاصرين بالأحياء السكنية.
مدينة الأبيض
كما أبلغت مصادر عسكرية بأن معارك جديدة شهدتها مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، بين الجيش وقوات “الدعم السريع“، ما أدى إلى تعقيد الأزمة الإنسانية.
وأكدت المصادر أن المعارك في مدينة الأبيض اندلعت بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان في السماء.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا بين الجيش و”الدعم السريع“، خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 6 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.