تحقيقات

هل تُترك الخرطوم لمصيرها؟ المدنيون تحت رحمة سلاح الإخوان


تعيش العاصمة السودانية كابوسًا أمنيًا متفاقمًا بعد اتساع رقعة الانفلات وجرائم العنف، في ظل هيمنة الميليشيات المسلحة المرتبطة بالحركة الإسلامية وتنظيم الإخوان المسلمين. التي تنتشر في شوارع الخرطوم مرتدية زيًّا عسكريًا أو ملابس مدنية. فارضة واقعًا دمويًا على المواطنين العائدين إلى المدينة.

ففي حادثة تعكس عمق الفوضى، تعرّض مواطن  في حي أم درمان شرق الخرطوم للضرب المبرح على يد عناصر مسلحة حاولت إذلاله في أحد “الارتكازات”. وقُتل صديقه لاحقًا أثناء مقاومته لمحاولة سطو مسلح في حي الحتانة.

ويؤكد شهود عيان وناشطون حقوقيون لموقع (الراكوبة) أنّ هذه الجرائم تتكرر عشرات المرات يوميًا في مختلف أحياء العاصمة. وسط صمت مريب من الجهات الرسمية، في ظل تغوّل الميليشيات الموالية للإخوان، وعلى رأسها كتائب “البراء”، و”الفرقان”، و”البناء المرصوص”. التي تمارس الترهيب المنظّم تحت شعارات حركية وسياسية.

ويقول الكاتب والمحلل محمد منصور: إنّ ما يحدث في الخرطوم لم يعد مجرد فوضى. بل هو “انهيار منظم تديره قوى تتبع للحركة الإسلامية، وتحاول فرض سطوتها بالقوة على حساب أمن المدنيين”.

في السياق ذاته، طالب الناشط السياسي عاطف عابدون بإبعاد كافة الميليشيات ذات الصلة بالإخوان المسلمين من الخرطوم، مشددًا على أنّ أيّ محاولة لإبقائهم تعني “خداعًا سياسيًا. واستمرارًا لاختطاف العاصمة”.

ورغم إعلان بعض الحركات المتحالفة مع الجيش نيتها مغادرة العاصمة. إلا أنّ الوقائع على الأرض تكشف العكس، وسط انتشار السلاح .وتعدد مراكز القوة التي تسعى لفرض نفوذها على المدنيين، في مشهد أقرب إلى “حرب أمراء”.

وتُقدّر منظمة الهجرة الدولية عودة أكثر من (400) ألف نازح إلى العاصمة خلال الأسابيع الماضية. لكنّهم عادوا ليجدوا الخرطوم “مدينة مختطفة”، كما وصفها باحثون في مركز الدراسات السودانية. مدينة يسودها الرعب، وتنتشر فيها الجثث والأسواق المنهوبة، تحت سلطة الميليشيات التابعة للإخوان.

وكان فريق أممي قد خلص قبل شهرين إلى أنّ العودة الآمنة للمنظمات الدولية إلى الخرطوم غير ممكنة قبل كانون الثاني (يناير) 2026، حتى وإن توقفت الحرب. مؤكدين أنّ المدينة أصبحت “غير صالحة للحياة” بفعل تحكم الجماعات المسلحة المدعومة من الحركة الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى