هل تقلب معركة الفاشر المعادلة في حرب السودان؟
أوضح سياسيون سودانيون أن معركة الفاشر أصبحت مقياساً في حل معادلة الحرب السودانية. مؤكدين أن المعركة ستحسم ملف الأزمة السودانية في جانب المفاوضات التي يجرى الحديث عنها بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع“.
ويرى عضو المؤتمر التأسيسي لـ”تقدم”، مسعود بلة. أن “مجريات الأمور على الأرض في الفاشر، عبر ما تحققه قوات الدعم السريع، قد تغير الكثير من الأمور”.
وأوضح أن “الدعم السريع دائماً ما كانت متمسكة بالتفاوض في حين أن الطرف الآخر (الجيش) كان متعنتًا، ولذلك فإن أي تغير في المواقف يكون مرتبطًا بالمصالح الخاصة فقط”.
واستكمل: “كل المعطيات على الأرض في ظل توجه الدعم السريع لحسم أمر مدينة الفاشر، تستبعد فرضية التفاوض. لاسيما أنه لم يصدر أي إعلان من تقدم أو الدعم السريع عن أي محادثات مع الجيش”.
ولفت بلة إلى أنه “بعد سقوط الفاشر وما يترتب عن ذلك من تغيرات ميدانية. ستفرض هذه التطورات واقعاً جديداً”.
فيما شكك سياسيون سودانيون بجدّية المفاوضات. التي يجري الحديث عنها بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، محذرين مما أسموها “خديعة” يسعى لها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.
وأوضح السياسيون أن البرهان يسعى إلى استغلال ورقة التفاوض لتحقيق أهداف مصلحية. في ظل الخسائر العسكرية التي لحقت به.
وكانت أنباء ترددت عن إبلاغ مسؤول أمريكي رفيع. مجموعة من السودانيين من بينهم قيادات بارزة في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”. أن مفاوضات غير مباشرة تُجرى بين الجيش وقوات الدعم السريع عبر اتصالات أجراها المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيريلو. مع كبار المسؤولين من الطرفين .
فيما قالت مصادر سياسية في الدعم السريع. رفضت الكشف عن هويته إن “وجود قنوات أمريكية للسير في محادثات غير مباشرة تقود إلى مفاوضات مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع لم تتوقف من جانب واشنطن”.
واستدركت المصادر بالقول إن هذه المفاوضات لم تُحدث أي تحسن في ظل “تعنت” البرهان وحلفائه، مشيرة إلى أن أي تحول منتظر في موقف البرهان من السير في مفاوضات. يكون الهدف منها “التسويف”.
ومن جهتها قالت مصادر قيادية في “تقدم”، إن البرهان يواجه أزمة عسكرية كبرى. وإن فقدانه المتكرر لمواقع ومناطق مهمة على يد “الدعم السريع“. يدفعه إلى القبول بمفاوضات من خلال الوسيط الأمريكي.
-
الأزمة السودانية تتواصل.. ما هي الحلول المطروحة الفترة الحالية؟
-
صراعات أمريكية وإيرانية في السودان يثير المخاوف من تعقد الأزمة المنسية
وأوضحت هذه المصادر أن البرهان يبحث عن ضمان تواجده السياسي والعسكري أمام المجتمع الدولي من خلال أكبر دولة في العالم، التي بموجب إتمام أي مفاوضات. ستجعله طرفًا سياسيًا قائمًا.
واعتبرت المصادر القيادية في “تقدم”، أن البرهان وحلفاءه يتمسكون بأن يكونوا جزءًا من الأزمة في السودان. وأن يكون هناك نظام حكم من خلالهم بأي شكل أو صيغة. حتى لو باعتراف بعض الدول، على أراضٍ لا تتعدى مساحتها 15% من السودان، حتى لو أدى ذلك إلى تقسيم السودان.