هل تحرر البرهان من هيمنة الجماعة أم هي مناورة جديدة للإخوان؟
أقال قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وزير الخارجية علي الصادق، وهو من أبرز رجال النظام السابق في السلطة الحالية، ومن المقربين للأمين العام للحركة الإسلامية (جماعة الإخوان المسلمين) علي كرتي، وكلف بمهامه وكيل الوزارة حسين عوض، حسبما نقلت وكالة أنباء العالم العربي.
ووفق ما نقلت صحف محلية، فإنّ إجراء البرهان محاولة لدفع الاتهامات المتعلقة بهيمنة الإخوان على القرار، وعرقلتهم مفاوضات السلام لإنهاء الاقتتال القائم منذ أكثر من عام، بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة أنّ علي الصادق كان له دور كبير في تقويض الجهود التي قادتها الهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا (إيغاد) في كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الماضيين لحلّ الأزمة المستفحلة في السودان بسبب الحرب المستمرة/
وقد أثار الصادق جدلاً كبيراً خلال الفترة الأخيرة، عندما أصدر بيانه المشهور برفض مقررات قمة (إيغاد) قبل أن تصل طائرة البرهان إلى بورتسودان عائداً من القمة التي استضافتها جيبوتي في كانون الأول (ديسمبر) 2023، ممّا وضع البرهان في موقف حرج أمام العالم، وأجبره على تغيير موقفه المعلن في القمة.
ووفق ما نقلت (سكاي نيوز)، فإنّ هنالك (4) أسباب وراء إقالة الصادق؛ وهي: انكشافه الشديد على خلية الخطط السياسية الإخوانية التي توجه عمل الحكومة القائمة في بورتسودان حالياً، والرضوخ لها بشكل مكشوف، أمّا السبب الثاني، فيعود إلى الحملة الإعلامية التي تحدثت عن علاقة ابنته بتنظيم (داعش) في العقد الثاني من القرن الحالي، والسبب الثالث يتعلق بضغوط مارسها قادة في الجيش على البرهان بعد تململ الوسطاء الأفارقة والدوليين من الدور الذي يلعبه الصادق في تقويض الجهود السلمية.
والسبب الرابع هو تنفيذ استراتيجية جديدة يدعمها جناح نافذ داخل تنظيم الإخوان، تتطلب وجهاً جديداً تسهل عملية مراوغة المجتمع الدولي عبره، خصوصاً في ظل الاستعدادات الجارية حالياً لاستئناف التفاوض في منبر جدة.
هذا، واعتبر مراقبون أنّ إقالة الصادق في هذا التوقيت بمثابة رسالة من البرهان للعالم قبل أسابيع من الموعد المحدد لاستئناف المفاوضات بمدينة جدة السعودية بأنّه بدأ يتحرر من الإخوان وكتائب البراء، ويريد أن يثبت للعالم أنّ القرار عند المؤسسة العسكرية، وليس كما يدّعي البعض بأنّ الأمين العام للحركة الإسلامية علي كرتي هو صاحب الكلمة العليا.