هل تتجه حرب السودان نحو الحسم العسكري؟
شهدت مناطق في العاصمة السودانية الخرطوم مواجهات بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع“، سقط خلالها ضحايا كُثر من الطرفين.
وقالت مصادر عسكرية في “الدعم السريع“، إن معارك عنيفة شُنت الأحد وتجددت الاثنين في سوق أمدرمان والمهندسين، أسفرت عن تقدم الدعم السريع في عدة محاور، واقترابها من مقر رئاسة سلاح المهندسين التابع للجيش.
وكان قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو لوح، الأحد، بحسم المعركة عسكريًا، ردًا على رفض الجيش السوداني المفاوضات لإنهاء الحرب، وتحدث في رسالة صوتية مسجلة عن “انتصارات حققتها قواته في منطقة المهندسين بمدينة أمدرمان وبابنوسة غربي كردفان”.
وقال حميدتي إن “الأيام المقبلة ستشهد الانتصار لصالح قوات الدعم السريع“، واصفًا قادة الجيش السوداني بـ”المجرمين”.
وفي المقابل، قال قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، إن “الجيش يتقدم في كل المحاور، ويعمل جاهدًا من أجل النصر ودحر العدو في الوقت القريب، ولن يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلا بعد وقف الحرب ودحر التمرد”.
توسيع دائرة المعارك
وكشف عضو المكتب التنفيذي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بكري الجاك المدني، عن حصوله على معلومات عن دخول الدعم السريع إلى مقر سلاح المهندسين.
وأوضح المدني الذي كان يتحدث في ندوة عبر “كلوب هاوس”، أن التصعيد العسكري في أم درمان مؤشر لتوسيع دائرة المعارك حيث يتوقع أن تكون هنالك معارك في مدينة بابنوسة، وربما كوستي بالنيل الأبيض، ومدن أخرى في شرق السودان.
وأشار إلى أن الجيش والدعم السريع اتفقا في محادثات المنامة بيناير/كانون الثاني الماضي. على التهدئة ووقف التصعيد العسكري ريثما يعودان إلى منبر جدة لاستئناف التفاوض. لافتا إلى أن التحركات العسكرية في منطقة وادي سيدنا كانت جزءًا من خطة تهدف إلى تحقيق نصر عسكري على حساب الدعم السريع في أم درمان، بيد أنها أتت بنتائج عكسية.
وتوقع المحلل السياسي محمد صالح البشر. أن تشهد الأيام المقبلة معارك أكثر ضراوة بين الجيش وقوات الدعم السريع. خصوصًا في أم درمان وبابنوسة، مستبعدا حسم المعركة عسكريًا.
وأضاف أنه “بالاستناد لتصريحات حميدتي الأخيرة فإن قوات الدعم السريع. ستحاول السيطرة على مقر سلاح المهندسين في أم درمان. لتقطع الطريق على محاولة تقدم الجيش من الشمال.
وأشار البشير إلى أن مدينة بابنوسة في غرب كردفان يتوقع أن تهاجمها قوات الدعم السريع .التي تحاصرها منذ أكثر من أسبوعين، لتسقط بعدها مقر قيادة الجيش في الفرقة 22. منوها بـ”صعوبة حسم الحرب عسكريًا لصالح أي من الطرفين. ومن المرجح أن تعقب حملة التصعيد العسكري جولة مفاوضات جديدة”.