تسريبات

هجوم جديد يستهدف مصفاة “الجيلي” النفطية: السودان على حافة أزمة طاقة خانقة


شهدت مصفاة الجيلي النفطية الواقعة شمال مدينة بحري، صباح الثلاثاء الماضي، هجوماً جوياً نفذته ثماني طائرات مسيّرة، في تصعيد عسكري نوعي يضرب البنية التحتية الحيوية في السودان، ويضع البلاد أمام تحديات اقتصادية وأمنية متزايدة.

إخلاء عاجل وخسائر مادية

وبحسب مصادر محلية تحدثت لـ”المكتب الإعلامي”، فقد سارعت إدارة المصفاة إلى إخلاء جميع العاملين بشكل احترازي فور بدء الهجوم، ما ساهم في تجنّب وقوع خسائر بشرية حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وتواصل الفرق الفنية والأمنية عملها لتقييم حجم الأضرار المادية التي لحقت بالمنشأة، وسط تكتّم رسمي على تفاصيل النتائج الأولية. غير أن المخاوف تتصاعد من أن يكون للأضرار تأثير مباشر على إمدادات الوقود والخدمات الأساسية في العاصمة الخرطوم ومختلف الولايات.

أهمية استراتيجية لمصفاة الجيلي

تُعد مصفاة الجيلي أكبر وأهم منشأة لتكرير النفط في السودان، إذ تساهم بشكل رئيسي في توفير المشتقات البترولية للأسواق المحلية، إلى جانب تغذية محطات الكهرباء وتسيير وسائل النقل. وبالتالي فإن أي تعطيل لعملها، حتى بشكل جزئي، يهدد بحدوث أزمة طاقة خانقة قد تمتد آثارها إلى قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات.

تصعيد خطير وسط توتر عسكري متزايد

الهجوم الأخير يأتي في سياق تصاعد التوترات العسكرية داخل العاصمة والمناطق المحيطة بها، حيث شهدت مدينة أم درمان خلال اليومين الماضيين ضربات مماثلة استهدفت قاعدة وادي سيدنا الجوية ومحطة كهرباء “المرخيات”، في مؤشر على أن البنية التحتية الاستراتيجية أصبحت في صلب أهداف الهجمات.
ويرى مراقبون أن هذه التطورات تمثل نقلة نوعية في طبيعة الصراع، إذ لم تعد المواجهات مقتصرة على الجبهات البرية، بل انتقلت إلى حرب استنزاف تستهدف الاقتصاد الوطني مباشرة.

مخاوف داخلية ودعوات دولية

أثار استهداف مصفاة الجيلي قلقاً واسعاً داخل الأوساط الشعبية والسياسية، حيث يخشى الكثيرون أن يؤدي تعطّل المصفاة إلى انقطاع الوقود والكهرباء وارتفاع أسعار السلع الأساسية.
في المقابل، جددت منظمات دولية وإقليمية دعواتها إلى تحييد المنشآت المدنية والحيوية عن دائرة الصراع، محذرة من أن استمرار هذه الهجمات قد يدفع البلاد إلى مزيد من الفوضى والانهيار الاقتصادي.

بين الحرب والاقتصاد

تؤكد التطورات الأخيرة أن الحرب في السودان لم تعد تقتصر على المواجهات الميدانية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل تحولت إلى حرب متعددة الأبعاد تستهدف الإنسان والاقتصاد معاً. ويخشى خبراء أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى شلل كامل في قطاع الطاقة، ما يعمّق معاناة المواطنين ويضعف قدرة الدولة على الصمود.

إن استهداف مصفاة الجيلي لا يمكن النظر إليه كحادثة معزولة، بل كجزء من استراتيجية ممنهجة لضرب الأعصاب الاقتصادية للبلاد. وإذا لم يتم احتواء هذه الهجمات والحد من آثارها، فإن السودان يواجه خطر الدخول في مرحلة أزمة طاقة ومعيشة غير مسبوقة، تضاف إلى تعقيدات حرب لا تبدو نهايتها قريبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى