من بوابة الدبلوماسية الهادئة.. الإمارات تعزز فرص التوافق بين الفرقاء السودانيين
أكدت الإمارات على موقفها بدعم عملية التهدئة والتسوية السياسية في السودان، عبر دعوة أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة إلى “إنهاء الحرب الأهلية الدامية بشكل عاجل”، مؤكداً أن البلاد وصلت إلى حافة الانهيار بعد أن أطاح طرفا النزاع بالحكومة المدنية.
وتحاول الإمارات لعب دور فاعل، يجمع بين الدبلوماسية والضغط الإقليمي والدعم الإنساني. للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتعزيز الحوار الوطني، وتقديم مساعدة إنسانية، وتسعى للعمل مع شركائها من الدول الإقليمية والدولية لتحقيق ذلك.
وقال قرقاش في منشور على منصة إكس إن “وحدة السودان وعودة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين تمثلان مصدر قلق بالغ”، مشدداً على أن الحل يبدأ بـ”وقف فوري لإطلاق النار”.
Sudan’s tragic civil war must come to an immediate end. The country was pushed toward the abyss when both warring parties overthrew the civilian government. Sudan’s unity and the re-emergence of Muslim Brotherhood influence are major concerns.
The path forward is clear: an…
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) November 22, 2025
وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب مساءلة الطرفين عن الفظائع والانتهاكات، وضمان وصول غير محدود للمساعدات الإنسانية، وصولاً إلى انتقال سياسي موثوق يقود إلى حكومة مدنية مستقلة تعيد للسودان استقراره ودوره الإقليمي.
وتشير تدوينة قرقاش إلى أن أبوظبي تلتزم الوقوف الى جانب الشعب السوداني وتدحض ادعاءات قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، بدعم قوات الدعم السريع، وأكدت مرارا عبر وزارة الخارجية أنها تساند جهود “وقف فوري ودائم وغير مشروط” لإطلاق النار بين الطرفين المتحاربين في السودان، واللجوء إلى طاولة المفاوضات كحل وحيد للصراع.
والإمارات هي جزء من “الرباعية” (الولايات المتحدة، السعودية، مصر والإمارات) التي تسعى لإيجاد تسوية سلمية للنزاع، وتحاول عبر هذه الرباعية، توجيه جهود دولية لإحداث ضغط على الأطراف السودانية للتوقيع على هدنة إنسانية. وتؤكد الإمارات على “أولوية الحل المدني” وعلى أن تكون عملية الانتقال في السودان بقيادة مدنية.
وتأتي تصريحات قرقاش في ظل تصاعد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتدهور الوضع الإنساني في الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى، وسط تحذيرات أممية متزايدة من تفاقم المجاعة وارتفاع عدد النازحين والضحايا المدنيين.
ومن المقرر أن ينخرط الجيش السوداني في مشاورات مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي خلال أيام حول تنفيذ الهدنة الإنسانية المتضمنة وقف إطلاق النار حسب خطة الرباعية.
وقال مصدر مطلع لموقع “استقصائي” المحلي، أن وفد بقيادة مبعوث قائد الجيش عبدالفتاح البرهان الخاص الفريق الصادق إسماعيل من المقرر أن يزور العاصمة البلجيكية بروكسل لنقاش الهدنة الإنسانية المقترحة من الرباعية.
وأشارت المصادر إلى أن رؤية وفد الجيش تقوم على وقف العدائيات محددة ويعمم لاحقا على كل المناطق في السودان، والمناطق التي سيشملها وقف العدائيات مدينة الفاشر ومناطق في دارفور وغرب وشمال كردفان.
وأبلغت مصادر مجلة “أفق جديد” بأن القوات المسلحة انخرطت فعليًا، في مفاوضات تهدف إلى إقرار هدنة إنسانية وفقًا للمبادرة المطروحة من قبل الرباعية. وأشارت إلى أن تواصل الجيش مع جهات دولية بخصوص بحث تفاصيل الهدنة، بما يشمل مدتها، وآليات الرقابة عليها، وخطوط ومسارات القوافل الإنسانية.
وبحسب مصدر دبلوماسي غربي وآخر عربي تحدثوا إلى المجلة فإن وفدين من الجيش وقوات الدعم السريع سيصلان إلى بروكسل خلال الشهر الجاري لاستكمال مناقشات بدأت سابقًا عبر وسطاء دوليين متعلقة بالهدنة الإنسانية.
والجمعة الماضي، بحث وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، أهمية التوصل إلى وقف نار فوري غير مشروط بالسودان، مرحبا بإعلان الرئيس دونالد ترامب عزمه التدخل لإنهاء تلك الأزمة.
وأفادت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان، بأن عبد الله بن زايد أجرى اتصالا هاتفيا مع روبيو، تناول “التطورات المأساوية في الحرب الأهلية في السودان، وأهمية التوصل إلى وقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين دون عوائق”.
ورحب بن زايد خلال الاتصال بـ”تصريحات الرئيس ترامب الداعية إلى وقف الاعتداءات المروعة التي تُرتكب بحق المدنيين خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين، وكذلك بقيادته الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في السودان”.
والأربعاء الماضي، قال ترامب في تدوينة عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، إن بلاده ستعمل مع السعودية والإمارات ومصر وشركاء آخرين بالشرق الأوسط لوضع حد “للفظائع وتحقيق الاستقرار” في السودان.
جاء ذلك بعد لقاء من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طلب خلاله الأخير من ترامب العمل على حل الأزمة بالسودان.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، تتفاقم المعاناة الإنسانية بالسودان جراء استمرار حرب دامية بين الجيش و”الدعم السريع”، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص.




