تحقيقات

من التمكين إلى التفكيك.. أهداف الإخوان السرية في الدولة السودانية


قالت الصحفية السودانية ورئيسة تحرير صحيفة (التغيير)، رشا عوض: إنّ الإسلاميين في السودان أشعلوا الحرب الدائرة منذ نيسان (أبريل) كآخر أوراقهم لمواجهة مسار الانتقال الديمقراطي، مشيرةً إلى أنّ ما يجري ليس صراعًا عاديًا على السلطة، بل محاولة لإعادة تمكينهم بعد خسارتهم السياسية داخليًا وخارجيًا.

وفي حوار صحفي مع صحيفة (إدراك)، اتهمت عوض “التنظيم الدولي للإخوان المسلمين” بالضلوع المباشر في الحرب، قائلة إنّ هذا التنظيم لا يعترف بحدود الدولة الوطنية، وبعد أن استُبعد هذا التنظيم من السلطة في مصر وتونس وجزئيًا في ليبيا، وبعد التطورات في الشرق الأوسط، ينظر التنظيم إلى السودان كملاذ أخير، ويعمل على إعادة تمكين إسلاميي السودان من السلطة مجددًا. 

وأضافت أنّ الحركة الإسلامية السودانية استنفرت خلال الصراع مقاتلين من جنسيات عربية وأفريقية تحت شعارات جهادية، محذرة من أنّ ذلك يفتح الباب أمام تدخلات إقليمية ودولية أوسع في الصراع.

ورأت عوض أنّ سيطرة الإسلاميين على القرارين السياسي والعسكري تجعل مسار السلام صعبًا، وإن لم يكن مستحيلًا، مضيفة أنّ خطتهم تقوم على “الانتصار الساحق أو التقسيم”، وهو ما يهدد وحدة البلاد، خاصة في ظل هشاشة البنية السياسية والاجتماعية بين الأقاليم.

وانتقدت عوض الخطاب الإسلاموي، قائلة إنّه عقبة أمام بناء دولة المواطنة، كما أنّ استمراره في مفاصل الجيش والمؤسسات الأمنية يجعل من استعادة الدولة المدنية أمرًا أكثر تعقيدًا. وأضافت أنّ السودان يواجه اليوم خيارين لا ثالث لهما: إمّا بناء دولة ديمقراطية فيدرالية بجيش وطني مهني، وإمّا الدخول في نفق التقسيم والتشظي.

وشددت على أنّ السودان يدفع ثمن عقود من هيمنة المشروع الإسلاموي، الذي أضعف مؤسسات الدولة، وخلق واقعًا هشًا تسوده الانقسامات الجهوية والعرقية والقبلية، مضيفة أنّ هذه الحرب كشفت زيف كثير من الشعارات السياسية، وفضحت هشاشة ما سُمّي بالقومية السودانية.

وحول دور الإعلام، أشارت عوض إلى تراجع دور الصحافة المستقلة لصالح منصات موالية لأطراف الحرب، معتبرة أنّ الصحافة يجب أن تكون صوتًا للسلام، تكشف الانتهاكات وتطرح سردية مستقلة تُعلي من قيمة الوطن والمواطن بعيدًا عن التحريض أو التضليل.

وختمت بالقول: إنّ مستقبل السودان مرهون بقدرة قواه المدنية على تجاوز عقلية الاستقطاب، ومواجهة جذور الأزمة، ورفض العودة إلى سلطة مركزية تدار من قبل جماعة سياسية واحدة، مهما رفعت من شعارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى