معركة حاسمة في ولاية استراتيجية.. التفاصيل
سلطت المعارك في ولاية سنار السودانية وسيطرة قوات الدعم السريع على عاصمتها “سنجة” الضوء على مكانتها الاستراتيجية ومواردها الغنية.
وتعد “سنار” أبرز المعاقل الجديدة لمواجهات الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع وسط حرص الطرفين على تحقيق النصر في مناطق حيوية تضم مشاريع زراعية وإنتاجية واستراتيجية تعزز النفوذ ومناطق السيطرة.
ومع تصاعد القتال بالولاية التي تأوي أكثر من مليون نازح سوداني، وهي تربط وسط السودان بجنوب شرقه الذي يسيطر عليه الجيش، بدأت عمليات نزوح من عدة مناطق.
وبحسب مراقبين، فإن السيطرة على ولاية سنار قد تسمح للدعم السريع بتشديد الخناق على مدينة بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر، حيث يتمركز الآن الجيش والمؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة، إذ إن منطقة جبل مويل تسهل الطريق تلك المدينة التي يقع بها الميناء الرئيسي بالبلاد.
سيطرة جديدة
والسبت، قالت قوات الدعم السريع إنها بسطت سيطرتها على مقر الفرقة 17 مشاة بمدينة “سنجة” عاصمة ولاية سنار جنوب شرقي السودان.
وأظهرت مقاطع مصورة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي دخول قائد قوات “الدعم السريع” بالمنطقة، عبدالرحمن البيشي، وقائد ولاية الجزيرة، أبوعاقلة كيكل، إلى داخل الفرقة 17 مشاة بمدينة سنجة، وأكدا السيطرة على المدينة بشكل كامل.
وجاءت السيطرة على “سنجة” بعد سيطرة الدعم السريع على منطقة جبل مويا الاستراتيجية الرابطة بين عدد من الولايات الحيوية في وسط وغرب السودان، في 24 يونيو/حزيران الماضي.
كما أكدت قوات الدعم السريع سيطرتها على الطريق الرئيسي الرابط بين مدينة سنار وعدد من المدن في ولاية النيل الأبيض، التي تشكل عمقا استراتيجيا لمناطق مهمة في إقليم كردفان.
أهمية ميدانية
و”سنار” تعتبر حلقة وصل رئيسية تربط عدد من المدن الاستراتيجية في السودان، وتضم سبع محليات أبرزها العاصمة “سنجة”، بحسب الموقع الإلكتروني للرئاسة السودانية.
وتاريخيا، توصف سنار بأنها مهد أول مملكة إسلامية نشأت خلال القرن الـ 16 الميلادي في السودان قبل خمسة قرون مضت، وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل الأزرق في الجزء الجنوبي من وسط السودان، وعلى بعد نحو 500 كيلومتر من جنوب شرقي العاصمة الخرطوم بعدد سكان يقارب 160 ألف نسمة.
و”سنجة”، هي عاصمة ولاية سنار تقع في الضفة الغربية. لنهر النيل الأزرق على ارتفاع 439 مترا فوق سطح البحر، وتبعد عن العاصمة الخرطوم بنحو 360 كيلومترا باتجاه الجنوب الشرقي. وعن مدينة سنار حوالي 60 كيلومترا.
وتعد “سنجة”، من المدن التاريخية وموطن أقدم كشف أثري أحفوري للإنسان في السودان. وتتميز بتنوع بيئتها الطبيعية والسكانية وثروتها الحيوانية ومواردها المائية. وبها محطة أبحاث بيطرية كبيرة وسوقا كبيرة للمحاصيل أهمها محصول الصمغ العربي،.
وكانت سنجة جزءا من مملكة “الفونج” الواقعة على تخومها الشرقية قديما .وكانت معبرا للتجارة مع ممالك الحبشة برا عن طريق القوافل بواسطة المراكب عبر النيل. فضلا عن أنها كانت مركزا تجاريا مهما للمملكة.
فيما تقع منطقة جبل مويا في الجزء الغربي لولاية سنار، على بُعد حوالي 296 كيلومترًا جنوب الخرطوم. وتحدها من الغرب النيل الأبيض ومن الشرق النيل الأزرق. وتقع في جنوب سهل الجزيرة، وهي سلسلة جبلية تمتد في حدود ولاية سنار التي تشكل نقطة تلاقي لثلاث طرق قومية صوب النيل الأبيض غربا وصوب النيل الأزرق جنوبا وشمالا صوب ولاية الجزيرة.
وتعتبر منطقة جبل مويا، مقرا لخزان سنار .الذي تتفرع منه المجاري المائية الرئيسية التي تسهم في التحكم في ري مشروع الجزيرة.
وتعد من أشهر المناجم الغنية بالذهب في البلاد. ويعمل سكانها في الزراعة والرعي والتجارة، وتُعتبر من أكبر المنتجين في السودان بعد القضارف والدالي والمزموم.
كذلك تربي المنطقة أعدادًا كبيرة من المواشي. وتُتخصص في تربية الأبقار والضأن والماعز، بالإضافة إلى الصناعات اليدوية المستخدمة في الزراعة مثل المحاريث والفؤوس.
كما تعد منطقة جبل مويا الحصن الأساسي الغربي لولاية سنار ووسط السودان.كما تعد البوابة الشرقية لولاية النيل الأبيض وإقليم دارفور.
وتتميز تلك المنطقة أيضا بموقعها الاستراتيجي كنقطة التقاء لثلاث ولايات رئيسية في وسط وغرب السودان. بما في ذلك النيل الأزرق والنيل الأبيض والجزيرة.
وتقول الأمم المتحدة، إن السودان الذي كان، حتى قبل الحرب. أحد أفقر بلدان العالم، يشهد “واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبا أسوأ أزمة جوع في العالم. ويعاني 18 مليون سوداني، من بين إجمالي السكان البالغ عددهم 48 مليونا. من نقص حاد في الغذاء.
-
الأمم المتحدة تدرج الجيش السوداني والدعم في القائمة السوداء
-
ما دلالات تشكيل “الدعم السريع” سلطة مدنية في دارفور؟
وانهار النظام الصحي بشكل شبه كامل في السودان. وتقدّر الخرطوم الخسائر في هذا القطاع بقرابة 11 مليار دولار.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وأكثر من 8 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة