مساعي إخوان السودان لاستغلال الصراع في البلاد… التفاصيل
يعاني السودان من انقسام حادّ بين قوات حميدتي الدعم السريع والجيش السوداني بقيادة البرهان، تداعيات كارثية وإطلاق النيران في كل مكان، وهو الوقت الذي يحبذ أن تستغله قيادات جماعة الإخوان الإرهابية.
حيث تستغل الجماعة الإرهابية عدم تواجد أمن وخلافات بين جبهات قوية في السودان لفرض نفسها على المجتمع السوداني السياسي، حيث يحاول عناصر الجماعة تحويل الصراع إلى كفتهم ومصالحهم.
الصراع في السودان
ويشتعل قتال محتدم لم يتوقف في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، ولم تنجح حتى الآن كافة المبادرات الإقليمية والمطالب الأممية والدولية في احتوائه، أو إقرار هدنة مؤقتة بهدف إيصال بعض المساعدات الإنسانية للمتضررين الذين تتجاوز أعدادهم الملايين.
ويعاني السودانيون من أزمات عديدة من نقص للماء والغذاء والأدوية، بسبب القتال بين قوات الطرفين، وسط كل ذلك تحاول جماعة الإخوان جاهدة من أجل توظيف الظرف الراهن بشكل براغماتي بحت لتحقيق أهداف سياسية، وحجز مكان لها في الخارطة السياسية بشكل مسبق.
الإخوان في السودان؟
ومع كل ذلك أشارت أصابع الاتهام إلى عناصر التنظيم الإخواني بالوقوف وراء إشعال فتيل الصراع وتغذيته لخدمة الأهداف ذاتها. حيث سارع إخوان السودان منذ بداية الأزمة مطلع الأسبوع الجاري إلى إعلان موقفهم بالانحياز للفريق عبد الفتاح البرهان والجيش السوداني مقابل قوات الدعم السريع، في إجراء حاولت الجماعة تصديره باعتبار أنه دعم لحالة الاستقرار والمؤسسات الوطنية.
قرار التنظيم جاء كجزء من عملية اتفاق سياسي مسبق مع البرهان، مشروط بعودة الإخوان لممارسة السياسة مجدداً.
وقد دعا بيان صادر عن الإخوان مساء السبت الأطراف إلى إعلاء المصالح الوطنية والحفاظ على وحدة واستقرار السودان فوق أي اعتبار، والمضي قُدماً من دون إبطاء في إنجاز ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية لتسليم السلطة كاملة للمدنيين.
جماعة الإخوان فرع السودان بجبهتيها التنظيم الدولي بقيادة المراقب العام عادل عبد الله، أو التنظيم المحلي برئاسة سيف الدين أرباب، أعلنت بشكل واضح انحيازها للجيش ممثلاً في عبد الفتاح البرهان.
وهو ما دفع البرهان للسماح للتنظيم بالعودة إلى ممارسة العمل السياسي، القرار الذي أثار حالة من الجدل خلال الفترة الماضية.
الإخوان هم مَن يجرون القتال
ويقول الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية مصطفى حمزة: إن الإخوان هم مَن يجرون الأوضاع في السودان إلى حرب، لإجهاض الاتفاق الإطاري والعملية السياسية التي تؤدي في نهاية الأمر إلى حكومة مدنية، وخروج العسكريين من السلطة وممارسة السياسة، حيث لا أحد في السودان لديه مصلحة في الحرب غير بقايا النظام البائد لقطع الطريق أمام التحول الديمقراطي وتفكيك بِنْية تنظيمهم داخل مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية.
وأضاف أن السودان يعاني بشدة وهنا يظهر للشعب السوداني الإخوان وكأنهم طوق النجاة وهو شيء غير حقيقي، ومع الأزمات يظهر الإخوان لخدمة مصالحهم في العودة من جديد، وما يحدث في السودان هو بيئة خصبة لهم.
وأضاف حمزة أن عناصر نظام الإخوان المعزول كثفوا نشاطهم في الساحة السودانية رافعين رايات الحرب وفتح جبهات من العداء السافر على الاتفاق الإطاري. وسط حملة تحريض للقوات المسلحة ودعوتها إلى الانسحاب من العملية السياسية تحت ذريعة قصورها على مجموعة سياسية محددة.