مخيم زمزم يتحول إلى ثكنة عسكرية: خطوة جديدة للجيش السوداني
اتهمت تنسيقية معسكر زمزم للنازحين، القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، بدخول المخيم وتحويله إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، ما يعرض حياة النازحين للخطر.
ويقع مخيم زمزم للنازحين، على بعد 12 كيلومترا غرب مدينة الفاشر شمال دارفور، والتي يحتدم فيها القتال بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وحلفائه من الحركات المسلحة، حيث أصبح المخيم ملاذًا لآلاف الفارين من الحرب بالفاشر ومناطق أخرى بدارفور.
واحتدمت المعارك خلال الأيام الماضية في مدينة الفاشر، وسط تقدم قوات الدعم السريع، نحو عمق مواقع سيطرة الجيش والحركات المسلحة، الأمر الذي دفعهما إلى التراجع غربًا ودخول مخيم زمزم للنازحين، وفق تنسيقية المخيم.
وقالت تنسيقية معسكر زمزم للنازحين، في بيان قوات كبيرة من الحركات المسلحة انسحبت من مدينة الفاشر إلى داخل المخيم، مؤكدة أنها “أدخلت عددا من الدبابات والعربات القتالية والمسيرات، والأسلحة المتوسطة والثقيلة، وأجهزة (الستارلينك) إلى داخل المخيم، بعد استخدام مركبات تحمل شعار منظمة أطباء بلا حدود لتحريك بعض المنقولات”.
وأضاف البيان أن “القوة قامت ببناء الدفاعات وحفر الخنادق الأرضية حول المخيم ونشر عدد من العربات القتالية فيها”.
إجراء “استفزازي”
واعتبر البيان الإجراء استفزازيًا يهدف إلى تحويل المخيم إلى ساحة معركة واستدراج قوات الدعم السريع للدخول إليه، ما يعرّض حياة عشرات الآلاف من النازحين للخطر.
وأكد البيان أن استخدام النازحين كدروع بشرية وتحويل مساكنهم إلى منطقة قتال محتملة يُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، مطالبًا القوات المشتركة بالانسحاب الفوري من المخيم والعودة إلى ساحات القتال، مشددا على ضرورة عدم الزج بالنازحين الأبرياء في صراعات عسكرية.
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات العاملة في الحقل الانساني، إلى محاصرة ما وصفه بـ”المخطط الخبيث”، الذي تهدف من خلاله الحركات، إلى كسب التعاطف والمتاجرة بدماء النازحين، حال انتقال الحرب إلى المخيم”.
ويعاني مخيم زمزم من مجاعة حادة بسبب الحرب الدائرة في السودان، بحسب مراصد عالمية، في وقت تتم عرقلة وصول المساعدات الإنسانية للنازحين ما فاقم الأزمة الإنسانية بالمخيم.
وكانت منظمة أطباء بلا حدود أفادت في أغسطس الماضي، بأن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، قصف مخيم زمزم الذي يحتضن بين 400 ألف إلى 500 ألف نازح، الكثير منهم لجؤوا إليه هربًا من المعارك الدائرة في مدينة الفاشر.
من جهة أخرى كشف مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل الأمريكية عن رصد إنشاء مواقع دفاعية في المعسكر باستخدام صور الأقمار الصناعية والبيانات الحرارية، وفق ما نشرته منصة “إدراك” السودانية.
وأكد المختبر أن هذه المواقع تشير إلى توقعات بوقوع هجوم عسكري وشيك في المنطقة، ما يزيد من خطورة الوضع الإنساني في مخيم زمزم.
واعتبرت تقارير أن انسحاب القوة المشتركة للحركات المسلحة من مدينة الفاشر واتجاهها إلى مخيم زمزم، بأنه تصعيد خطير يهدد حياة النازحين الأبرياء، وأغلبهم من النساء والأطفال، معتبرًا إياه انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
وكشفت تقارير عن وجود إستراتيجية عسكرية تهدف إلى توريط قوات الدعم السريع واستدراجها إلى حرب مع السكان المدنيين بعد عسكرتهم رمزيًا من خلال الاستنفار والشعارات الحربية وتسليحهم ببعض البنادق الخفيفة، ومن ثم الانسحاب وتركهم يواجهون مصيرهم.
وأشارت إلى أن هذه الإستراتيجية، التي طُبّقت مؤخرًا في ولاية الجزيرة، تمثل استخدامًا مروعًا من جانب الجيش للمدنيين كطُعم في الصراع العسكري.
وتلاحق الاتهامات قوات حركة حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، باستخدام سكان مخيم زمزم كدروع بشرية، إضافة إلى ارتكابها انتهاكات واسعة النطاق داخل المخيم، حيث تتعرض النساء بشكل خاص للاعتداءات والانتهاكات من قِبل هذه القوات.
معارك الفاشر
وتحتدم المعارك العسكرية في مدينة الفاشر، بين الجيش السوداني وحلفائه من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، وسط تضييق الخناق على آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور.
وكانت مصادر متطابقة قبل يومين إن “المعارك ظلت محتدمة طوال الأسبوع الماضي، حيث شددت قوات الدعم السريع حصارها على مواقع الجيش والقوة المشتركة المتحالفة معه، داخل الفاشر”.
وأضافت المصادر، أن “القصف المدفعي المتواصل من قبل قوات الدعم السريع، أسفر عن خسائر فادحة لدى الجيش والقوات المتحالفة معه”.
وذكرت أن “الدعم السريع بدأت تتحدث عن مرحلة ما بعد سقوط الفاشر، عقب اقترابها من مقر الفرقة السادسة التابعة للجيش بالمدينة”.