أحداث

مخاوف متزايدة في السودان من سيطرة الميليشيات الإسلامية على الدولة


أثار إعلان الميليشيات الإسلامية التي تقاتل إلى جانب الجيش السوداني، بتشكيل كتائب إسناد مدني، لِما يسمونها بـ”حرب الكرامة” مخاوف الكثيرين من تحولها إلى دولة داخل الدولة. ما قد يعيق أي جهود لوقف الحرب.

وكان قائد كتيبة البراء بن مالك إحدى الميليشيات الإسلامية التي تقاتل مع الجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، أطلق على نحو مفاجئ دعوات لتشكيل كتائب إسناد مدني لما يسمونها بـ”حرب الكرامة”، حيث طرح استمارة إلكترونية لأجل ملئها من قبل الراغبين في الانضمام إلى الكتائب.

وقال في منشور على صفحته في موقع “فيسبوك” إن الكتائب التي يعتزم تكوينها. الغرض منها استنهاض طاقات عامة الشعب السوداني وتوظيفها لخدمة معركة الكرامة ورفع المعاناة عن كاهل أبناء الوطن وإحياء مبدأ التكافل الاجتماعي. وإسناد الجهاز التنفيذي للدولة في جميع المجالات المهنية، والخدمية، والإنسانية، والإسناد العسكري”.

نموذج “حزب الله”

واعتبر المستشار في قوات الدعم السريع، الباشا طبيق، خطوة قائد كتيبة البراء بأنها تحولات كبيرة في الحرب. وتُنبئ باتجاه تشكيل دولة داخل دولة تتبنى الإرهاب.

وقال طبيق في تدوينة على منصة “إكس” إنه “للمرة الأولى يخاطب أمير كتيبة البراء بن مالك عضويته بتشكيل كتائب إسناد مدني خاصة بهم دون ذكر الجيش”.

وأضاف أن “ذلك ينبئ بمرحلة التشكيل النهائي لنموذج حزب الله وحماس والحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن، وإيجاد دولة داخل دولة، بعد دخول إمدادات إيرانية عبر جماعة الحوثي لكتيبة البراء عبر البحر الأحمر وتسليمها لهم ببورتسودان”. مشيرًا إلى أن خلافات ياسر العطا والكباشي تعكس ذلك التحول الميداني والتنظيمي.

وأكد طبيق أن قوات الدعم السريع قتلت بالأمس القريب عددًا من مشغلي المسيرات الإيرانية في معارك الشايقاب بولاية الجزيرة.

وأضاف أن “هذا التشكل الجديد يؤكد وجود عبد الفتاح البرهان على هرم الجيش وجودًا ديكوريًّا ليس إلا، وأن هذه التطورات تتبع تفعيل ما يسمى بالتيار العريض وانتخاب علي كرتي رئيسًا له، خلال الأيام الماضية”.

وأكد أن “هذه التطورات تتطلب تكوين تحالف دولي لمواجهة خطر الإرهاب المتنامي في السودان تحت مظلة الجيش. الذي تسيطر عليه قيادات الجماعات الإرهابية نفسها”، وفق قوله.

إجهاض المفاوضات

ويرى المحلل السياسي صلاح حسن جمعة. أن هذه الخطوة تأتي بتنسيق مع جنرالات الجيش الموالين للتنظيم الإسلامي. وذلك في محاولة لإجهاض أي عملية تفاوض قد تكون نتائجها إبعاد أنصار نظام الرئيس السابق عمر البشير، من المشهد السياسي.

وقال جمعة إنه “للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب المستمرة. يستنفر قائد كتيبة البراء بن مالك عضويته لإسناد الحرب دون ذكر اسم الجيش”. مشيرًا إلى أن ذلك يدل على أنه في حال ذهب الجيش للتفاوض بعيدًا عنهم سيعلنون كيانًا منفصلًا عنه وموازيًا له.

ويتفق جمعة مع الباشا طبيق حول أن هذه الكيان قد يكون نسخة من “حزب الله” في لبنان والحشد الشعبي في العراق وحماس في فلسطين. وربما لا يكون للجيش مانع في ذلك، فقد يتم ذلك بالتنسيق معه وفق لعبة تقاسم الأدوار التي يجدونها منذ انقلاب الجبهة الإسلامية على الحكومة المنتخبة في عام 1989. حيث قال الترابي للبشير حينذاك “اذهب إلى القصر رئيسًا. وسأذهب أنا إلى السجن حبيسًا”، في محاولة لتضليل السودانيين والمجتمع الدولي.

وأضاف أنه “في حال ذهاب الجيش إلى التفاوض وتوصله لاتفاق وقف إطلاق نار مع قوات الدعم السريع، قد يصبح التشكيل الجديد موازيًا للجيش، وليس بعيدًا عنه. ولا استبعد أن إعلان قائد كتيبة البراء بتنسيق مع الجيش الذي طلب منه عدم الإشارة إلى اسمه وفق خطة التضليل التي باتت مكشوفة”.

وتلاحق جماعة الإخوان (الحاكمة في عهد الرئيس السابق عمر البشير). اتهامات بإشعال الحرب الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع، بهدف العودة إلى السلطة التي فقدتها في الـ19 من أبريل 2019. بعد ثورة شعبية انحاز لها العسكريون وقوتها.

ومنذ تفجر الصراع العسكري في الـ15 من أبريل/نيسان 2023. سارع أنصار الرئيس السابق عمر البشير بقيادة على كرتي، إلى تأييد الجيش. وأعلنوا انخراطهم في القتال إلى جانبه عبر ميليشياتهم المتعددة، إذ يتهم أنها تتحكم حاليًّا في قرار الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى