أحداث

مجاعة السودان بالأرقام.. تقارير أممية تناقض رواية الجيش


في تصريح يناقض كل الأرقام والتحذيرات الأممية، قال عضو مجلس السيادة السوداني، إبراهيم جابر، إن البلاد “لا تشهد أي مجاعة”.

بل اعتبر مساعد القائد العام للجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، أن الحديث عن مجاعة في البلاد “أكاذيب” يروّجها “البعض” بهدف “خلق ذرائع لتمرير أجندات خاصة” وفق تعبيره.

 وجاءت تصريحات المسؤول السوداني خلال لقائه يوم الأربعاء بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان، السفير رمطان لعمامرة، وكشفت عن مجرياته وسائل إعلام محلية.

لكن كل الأرقام الدولية تفنّد مزاعم المسؤول السوداني. آخرها كان الأسبوع الماضي، عندما حذّر المرصد العالمي للجوع من أن نطاق المجاعة في السودان اتسع إلى 5 مناطق. ومن المرجح أن يمتد إلى 5 مناطق أخرى بحلول شهر مايو/ أيار المقبل.

وكان مسؤولون في النظام العالمي لرصد ومراقبة الجوع. الذي يضم أكثر من 19 منظمة عالمية، أكدوا ذلك في تقرير انتشار المجاعة في جميع أنحاء السودان.

 وردّت حكومة بورتسودان بتعليق مشاركتها في النظام العالمي، وهو قرار أُعتبر بأنه “تقويض الجهود الرامية إلى معاجلة إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم”. بحسب مسؤول في النظام العالمي لرصد ومراقبة الجوع.

ويشكل السودانيون نحو 40% من مجمل الأشخاص الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي في شرق أفريقيا والبالغ عددهم 63 مليونًا بحسب بيانات منظمة الزراعة والأغذية العالمية.

وتذكر وثيقة إحاطة حول تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن انتشار المجاعة في عدد من مناطق السودان يمثل تعمقًا واتساعًا غير مسبوق لأزمة الغذاء. المدفوعة بالصراع المدمر الذي أدى إلى مقتل عشرات الآلاف.

وأظهر أحدث تحليل للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن نصف سكان السودان. أي ما يقرب من 25 مليون شخص، يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي. بما في ذلك 15.9 مليون شخص عند مستوى الأزمة، و8.1 مليون عند مستوى الطوارئ. وأكثر من 637 ألف شخص عند المستوى الخامس، وهو أعلى مستوى ويعتبر كارثيًّا.

 وبموازاة الأرقام الأممية، كانت تقارير من صحف عالمية تؤكد وصول المجاعة في السودان إلى مستويات خطيرة، قد تودي بحياة أكثر من 10 ملايين شخص ما. لم يبد العالم استجابة أكثر نشاطًا، وذلك ما لم يحدث حتى الآن.

نفي مستمر

لكنّ حكومة بورتسودان تصرّ على نفي حدوث أي مجاعة في البلاد، وهو إنكار بحسب مراقبين يهدف إلى دفع الاتهامات الدولية الواضحة .للجيش السوداني بمسؤوليته الأولى عن المجاعة التي تشمل كل ولايات السودان.

وواجه الجيش السوداني والميليشيات الإخوانية المتحالفة معه. اتهامات متطابقة بين موظفين أمميين وناشطين، بأنه يقف وراء السبب الرئيس في معاناة السودانيين من الجوع الشديد، مع وصول معدلات انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات غير مسبوقة. إذ يستخدم التجويع كسلاح في الحرب من أجل تحقيق مكاسب عسكرية، من خلال إضعاف المدنيين، وزيادة معاناتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى