أحداث

متقاعدون في السودان يرفضون الحرب: صوت يتحدى ويتهم باستخدام الكيماوي


لاءات تتصاعد داخل الجيش السوداني رفضا لاستمرار الحرب وتدمير البلاد، وسط تنديدات باستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا. في خطوة تعكس تحوّلًا لافتًا في المشهد السياسي والعسكري.

ووفق مراقبين فإن هناك مخاوف تتزايد داخل السودان والمؤسسة العسكرية من عودة عزلة البلاد ووضعها في موقف دولي بالغ الحرج مع تعنت الحكومة واستخدامها سلاحا محظورا دوليا.

وطالبت القيادة المركزية العليا للضباط وضباط الصف والجنود المتقاعدين (تضامن) في السودان، قيادة الجيش السوداني، بأن تُوقف فوراً دون مماطلة أو تأخير، كل الأعمال المفضية إلى الهلاك وضياع البلاد وعودة السودان للحصار الدولي مجدداً. بالإشارة إلى مخاطر الأسلحة المحرمة دولياً وقوانينها الصارمة.

وقالت القيادة المركزية العليا “تضامن” في بيان حمل الرقم (54) ، : “هذه الحرب المجنونة التي دخلت عامها الثالث، حيث لا أمل فيها لانتصار. و لا حسم لصالح أي من طرفي النزاع، ونجدها تتفاقم وتنحرف نحو منحي خطير، بل كارثة انسانية وبيئية وشيكة. تتمثل في استخدام الأسلحة “الكيماوية” المحظورة والمحرمة دولياً، بالإضافة إلى انتشار الأوبئة الفتاكة والانزلاق نحو الحرب الأهلية والفتن القبلية وتأجيج خطاب الكراهية”.

وأضافت أن “تعدد المليشيات والجيوش وفوضي السلاح قد مكنت عدة مليشيات مجرمة من حيازة السلاح “الكيماوي” الفتاك والمحرم دولياً، دون خبرة أو دراية بقوانينه .ومخاطره الحالية والمستقبلية على الانسان والبيئة والأرض والزرع والضرع”.

 وكانت الولايات المتحدة قالت الأسبوع الماضي. إنها توصلت إلى أدلة تثبت استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية خلال الحرب الأهلية الجارية في البلاد، ما دفعها إلى فرض عقوبات.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية الأمريكية أن “الولايات المتحدة تدعو حكومة السودان إلى الكف عن استخدام كافة الأسلحة الكيميائية. والالتزام بتعهداتها” بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، والتي تعد معاهدة دولية تحظر استخدام هذه الأسلحة وقد وقعها معظم دول العالم.

وأوضحت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، في بيان أن “الولايات المتحدة ملتزمة بالكامل بمحاسبة المتورطين في نشر الأسلحة الكيميائية”.

وأضافت الخارجية الأمريكية أنها أبلغت الكونغرس يوم الخميس بقرارها المتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية، تمهيدا لدخول العقوبات حيز التنفيذ بعد 15 يوماً.

جرس انذار أخير

القيادة المركزية العليا للضباط وضباط الصف والجنود المتقاعدين (تضامن). قالت في بيانها الـ(54)، إنها ومنذ اندلاع الحرب الكارثة والمدمرة، ظلت تنبه وتطرق على أجراس الانذار. وتناشد كل من له علاقة بهذه الكارثة الوطنية المتفاقمة في مآلاتها، وازدياد ضراوتها وآلامها وخرابها. وتطالب بالوقف الفوري والشامل لإطلاق النار، لمنع القتل والخراب والتدمير. ولاحتواء الجوع والمرض والأوبئة المنتشرة مثل الكوليرا وحمى الضنك وغيرها”.

وأشارت إلى أنه وبعد انقضاء أكثر عامين من القتال الدموي وحرب المدن. والقصف بالطيران والمدفعيات والاستهداف غير الإنساني، واستخدام الطائرات المسيرة. تنحرف الحرب الآن نحو منحى خطير، بل كارثة إنسانية وبيئية وشيكة تتمثل في استخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة والمحرمة دولياً. مؤكدة أن قيادة الجيش السوداني على علم ودراية تامة بمخاطر استخدام مثل هذا النوع من الأسلحة المحرمة دولياً.

وأكدت القيادة المركزية العليا (تضامن)، وقوفها الدائم مع الشعب السوداني، ومساندتها لجميع القوى والمنظمات التي تنادي بوقف الحرب.

وأوضحت أنها تعمل في كل الأصعدة لإيقاف التوترات والفتن القبلية والحروب التي أحرقت الوطن ومواطنيه، وقالت: “ولهذا نجتهد مع المجتمع الدولي والإنساني. لحسم فوضى السلاح وحصره داخل الجهات الحكومية المختصة وفقاً للقانون. قبل أن تتفاقم الكوارث وتدخل البلاد في نفق الغازات السامة والأسلحة المحرمة دولياً، ويصبح السودان مرتعاً للدواعش والخلايا التكفيرية والجهات المتطرفة”.

وكانت تقارير ونشطاء سودانيون قد أثاروا سابقا احتمالات استخدام هذه الأسلحة. خاصة في مناطق مثل العمارات بالخرطوم، جبال النوبة، جبل موية، والضعين، في إطار الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023.

ويشهد السودان منذ عام 2023 حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ونزوح 13 مليونا. وتسبب بما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى