متحدث صمود: الإخوان طرف مباشر في حرب السودان وسيناريو العقوبات وارد

في خضم الأزمة السودانية المتفاقمة، تتكشّف أدوار الإخوان الخفية والتحالفات المتشابكة لإشعال فتيل الحرب المستمرة، وبينما تتصاعد رياح المواجهات، يلوّح بالأفق سيناريوهات عقوبات دولية قد تعيد البلاد لنفق مظلم بعد ثبوت استخدام الجيش “أسلحة كيماوية”.
وحذر الناطق الرسمي باسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية “صمود”، بكري الجاك، من الأثر الكارثي للعقوبات المفروضة على بلاده، مؤكدا أن السبيل الوحيد لتجنيب السودانيين نفق العقوبات الأمريكية هو امتثال الجيش للنداءات الدولية بوقف إطلاق النار والدخول في ترتيبات سياسية لإنهاء الحرب.
وأكد الجاك أن جماعة الإخوان تتحكم لدرجة كبيرة في القرارات المركزية للجيش السوداني، إلا أنه أشار إلى تواصل “صمود” المستمر مع قيادة الجيش، لأجل حثها على الإنصات لصوت العقل، ومنع تدمير السودان.
-
الجيش والإخوان.. تحالف يعمّق الأزمة السودانية وفقًا لمراقبين
-
أذرع الإخوان المسلحة في السودان: من التمكين إلى تفخيخ المستقبل
والأسبوع الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها توصلت إلى خلاصة مفادها أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية في الحرب ضد قوات “الدعم السريع“، وفرضت عقوبات على خلفية الواقعة التي حصلت العام الماضي.
وأوضح الناطق باسم «صمود» أن تداعيات العقوبات الأمريكية لن تتوقف على تعقيد حياة السودانيين فحسب، بل سيكون لها تأثير على قدرة الدولة السودانية في عمليات “الاقتراض” والحصول على أي شكل من أشكال التقنيات والتكنولوجيا، خصوصًا قطع غيار الطائرات، مشيرًا إلى أن السودان شهد في عهد الرئيس السابق عمر البشير كثيرًا من حوادث سقوط الطائرات بسبب عدم القدرة على الحصول على قطع الغيار للصيانة نتيجة للعقوبات الدولية على النظام السابق، على حد قوله.
-
الإخوان وتمزيق الجيش من الداخل: تحالفات هشة وانقسامات عميقة
-
الإخوان يدعمون البرهان: وقود الحرب وانهيار الدولة في السودان
تعيين رئيس الوزراء
وفيما يتعلق بالقرار الأخير الذي اتخذته سلطة بورتسودان التي يقودها الجيش بتعيين كامل إدريس رئيسًا للوزراء، قال الناطق الرسمي باسم تحالف “صمود” إنه “لا توجد صيغة شرعية في السودان، والوثيقة الدستورية ليس لديها أي مرجعية، وقد تجاوزها الزمن لأن عمرها الافتراضي المحدد بـ(39) شهرًا قد انتهى”.
ولفت إلى أن الأمر نفسه ينطبق على اتفاقية جوبا للسلام 2020 (بين الحكومة الانتقالية ومجموعة من الحركات المسلحة التي خاضت حروبا طويلة في 3 أقاليم جنوبي وغربي البلاد)، التي انتهى أيضًا عهدها الزمني، ولم يعد لديهما أي مرجعية دستورية”.
وعقب احتجاجات شعبية واسعة أطاحت بالبشير في أبريل/نيسان 2019، وُقعت الوثيقة في 17 أغسطس/آب 2019 بين المجلس العسكري الانتقالي الحاكم حينئذ وقوى إعلان الحرية والتغيير بوساطة أفريقية، وحددت بموجبها سلطات الحكم وهياكل الفترة الانتقالية.
ونفى الجاك أن يكون لـ”صمود” أي تواصل مع كامل إدريس، قائلًا: إنهم ليس لديهم أي عداء شخصي معه ولكنهم فقط يرفضون مبدأ تعيين رئيس وزراء في مثل هذه الوضعية فاقدة الشرعية الدستورية”.
وأضاف أن الإجراء نفسه ليس لديه أي قيمة، وهو مجرد محاولة يائسة من سلطة بورتسودان لكسب شرعية من قبل الاتحاد الأفريقي، لكنها خطوة بلا قيمة، ولا تخاطب قضايا الشعب السوداني، ولا مستقبل لها.
-
من يحتكر السودان؟ قراءة في صراع الجيش والإخوان
-
الممرات تحت النار: الإخوان والجيش السوداني يصدرون أزمتهم للعالم
وحدة القوى المدنية الديمقراطية
وفيما يتعلق بموضوع الآليات التي يطرحها التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة السودانية “صمود”، بهدف إمكانية توحيد كل القوى المدنية الديمقراطية في السودان، قال الجاك: “نحن نطرح مبدأ تكوين جبهة مدنية عريضة ضد الحرب، ولكننا لا نرى أن يكون ذلك فقط من خلال وحدة “عضوية” وأن يتم دمج كل القوى المدنية الديمقراطية تحت هياكل تنظيمية واحدة”.
وأشار إلى أن “بناء جبهة مدنية يمكن أن يتم عبر واحدة من هذه الخيارات الثلاث التي نطرحها في “صمود”، وهي إما بالانضمام إلى صمود بشكل مباشر، أو إما بالتنسيق عبر مركز مدني موحد، أو خيار ثالث، بأن تقوم صمود بحل نفسها، في حال توافق الجميع على صيغة جديدة لبناء جبهة مدنية موحدة”.
-
نسويات السودان يرفضن إعادة تدوير الإخوان في العملية الانتقالية
-
منظومة الجيش هدفهم التالي.. الإخوان يسعون للعودة من بوابة السلاح
وحول طبيعة التباين في الرؤية الدولية والإقليمية بشأن الحرب في السودان، أكد الجاك أنهم يدركون جيدًا طبيعة هذه التباينات في المواقف الدولية والإقليمية، ولكنهم توافقوا في “صمود” بأن يمضوا في اتصالهم وتواصلهم مع المجتمع الدولي والإقليمي بهدف التوصل إلى مشروع موحد لإنهاء الحرب في السودان كأولوية قصوى في الوقت الراهن.
دور الإخوان
أما فيما يتعلق بالموقف العام من التنظيم الإخواني ومدى تأثير التنظيم في اختطاف قرارات الجيش السوداني، أقر الجاك بأن الجماعة تتحكم فعلاً لدرجة كبيرة في القرارات المركزية للجيش السوداني، إلا أنه أشار إلى تواصل “صمود” المستمر مع قيادة الجيش، لأجل حثها على الإنصات لصوت العقل، وأن قرارات الحسم العسكري لا تقود إلا إلى مزيد من تدمير السودان.
وشدد على أن مصلحة الشعب السوداني في إنهاء الحرب تقتضي أن تتحمل قيادات الجيش السوداني كامل مسؤولياتها في تغليب صوت العقل والمنطق بعيدًا عن أية تأثيرات لجهة سياسية في اختطاف قرارات قيادة الجيش.
-
ميليشيات الإخوان تتمرد.. تصدع العلاقة مع قيادة الجيش السوداني
-
التحالف الأخطر.. كيف أعاد الإخوان تشكيل عقيدة الجيش السوداني؟
-
تحذيرات أمنية: الإخوان وراء مؤامرة فتنة أهلية في أم درمان
