ماذا حدث في ود النورة: مجزرة أم معركة؟
لطالما سعى إعلام الإخوان المسلمين في السودان إلى تغبيش الحقائق. وتزييفها منذ اندلاع الحرب في السودان. مستغلين غياب إعلام الجيش تماماً ليصبح إعلام الإخوان المسلمين هو المصدر الوحيد للمعلومات المتعلقة بالصراع.
إحدى الأحداث التي أثارت جدلاً واسعاً كانت ما وُصف بـ”مجزرة ود النورة”، وهي إحدى قرى ولاية الجزيرة الواقعة بالقرب من مدينة المناقل. والتي تخضع لسيطرة الجيش السوداني.
الأحداث كما جرت على الأرض
تفاجأ السودانيون بنبأ حدوث مجزرة للمواطنين في ود النورة على يد قوات الدعم السريع. ما أثار موجة من الغضب والخوف. إلا أن مقاطع فيديو تم الحصول عليها كشفت عن حقيقة مغايرة تماماً.
تُظهر المقاطع أن ما حدث في ود النورة لم يكن مجزرة بل معركة ضارية بين قوات الدعم السريع ومجموعات من الجيش السوداني والمستنفرين وكتائب الإخوان المسلمين. هذه المعركة جاءت نتيجة للتعبئة التي قام بها الاخواني الناجي عبدالله. ولتجمع مقاتلي الكتائب الجهادية مثل “كتيبة البراء بن مالك” في المنطقة، والذين قاموا بتسليح عدد من الشباب للهجوم على قوات الدعم السريع.
-
هل ينجح الجيش السوداني والإخوان بإشعال حرب أهلية في دارفور؟
-
قيادات مدنيّة تفتح النار على الجيش السوداني والإخوان
يوم المعركة وإجراءات الجيش السوداني
في يوم الأربعاء الموافق 5 يونيو، اندلعت الاشتباكات بين قوات الكتائب والمستنفرين من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى. وعلى الرغم من شدة المعركة. تمكنت قوات الدعم السريع من هزيمة تلك القوات.
قبل اندلاع الاشتباكات، قام الجيش السوداني بإغلاق شبكات الاتصال والإنترنت عن المنطقة. في محاولة لتزييف حقيقة ما سيحدث لاحقاً. إلا أن مقاطع الفيديو التي تم التقاطها خفيةً أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن ما جرى في ود النورة كان معركة وليس مجزرة.
دور الإعلام في تضليل الرأي العام
تطرح هذه الأحداث سؤالاً ملحاً حول مدى مصداقية الإعلام الذي يتبناه الإخوان المسلمون في السودان، والذي يصر على لعب دور في تضليل الرأي العام السوداني وتجهيله. إلى متى سيستمر السودانيون في تصديق هذا الإعلام الذي يزور الحقائق ويلعب بعقول المواطنين؟
هذه الحادثة تعد مثالاً صارخاً على كيفية استخدام الإعلام كأداة للحرب النفسية والدعائية، والتي تسعى إلى تشويه الحقائق وتقديم صورة مضللة عن الواقع. لذا، يجب على المواطنين التحقق من مصادر معلوماتهم والتأكد من مصداقيتها قبل تصديق أي رواية تُنشر. خاصةً في ظل الصراعات والأزمات التي يمر بها السودان.