ماذا تعرف عن “كتيبة البراء” بالسودان؟
بينما دخلت الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع عامها الثاني، لم تحرز القوى الدولية أي تقدم يُذكر على صعيد الحل السلمي التفاوضي، في حين تلوح الفرصة الآن مع إعلان استئناف مفاوضات جدة السعودية خلال أسبوعين.
في الأثناء، تزايد الاهتمام بميليشيا مسلحة تقاتل إلى جانب الجيش تعرف باسم”كتيبة البراء”، وذلك وسط جدل واسع حول دور تنظيم الإخوان في إشعال الحرب، فقد ذكرت مواقع يمنية أنّ قادة الكتيبة يصلون مواقع العمليات قبل قادة الجيش ويغرقون منصاتهم بالصور والفيديوهات، وعلى رأسهم المصباح أبوزيد طلحة إبراهيم، الذي لا يتردد بالظهور في كل مرة، للتأكيد على أن كتيبته تعمل مع الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.
ولدت كتيبة البراء بن مالك من رحم حركة الإخوان في السودان، وبدأت فعاليتها في تسعينيات القرن الماضي عندما كانت جزءًا من قوات الدفاع الشعبي، حيث خاضت حروب البشير ضد معارضيه والحركات المتمردة، مع الإشارة إلى أنها كانت تتبع سابقًا إلى جهاز الأمن الشعبي الذي تم حله وإلغاء قانونه لاحقًا، ليقتصر نشاط الكتيبة على العمل الاجتماعي، وظل التنظيم نشطًا بعد سقوط نظام البشير.
لكن بشاعة ما حدث في تلك الحروب التي تسببت بجرائم حرب وتطهير عرقي وجرائم إنسانية ما زالت تلاحق مرتكبيها، ما دفع المنظمات الحقوقية الإنسانية وقوات الدعم السريع إلى اتهام “كتيبة البراء” بارتكاب الفظائع خلال الحرب الحالية، أبرزها استنساخ ممارسات تنظيم داعش المتشدد في السودان.
وآخرها مشاهد قطع الرؤوس والتمثيل بالجثث، إذ تشير المعلومات إلى أن أعدادًا من مقاتلي الكتيبة سبق أن حاربوا في الصومال وليبيا مع الجماعات المتشددة، ولا سيما تنظيم داعش، وفقا لموقع “الخليج الآن”.
ويعتقد على نطاق واسع أن “كتيبة البراء”، هي إحدى أكثر الكتائب الإخوانية إعدادا وتدريبا وتسليحا، وتتكون من مجموعات شبابية تتراوح أعمارها بين 20 و 35 عاما، ويأتي معظم عناصرها من خلفيات تنظيمات طلابية كانت تعمل تحت مظلة الأمن الطلابي والاتحاد العام للطلاب السودانيين، أحد أهم الأذرع التعبوية والأمنية لنظام الإخوان السابق.
وبالعودة إلى ما يحدث على أرض الواقع، فإن التقارير تقول إن بعض عناصر كتيبة البراء تلقوا تدريبات على إدارة عمليات المسيّرات بإشراف من الحركة الإسلامية، لكنها تمت بعلم من مجموعة من الضباط الموالين للإخوان داخل الجيش، بحسب مراقبين، رأوا أن هناك خطة مدروسة للترويج للكتيبة بين السودانيين مدعومة بمنصات إعلام إخوانية، والتوجه لمساندة الجيش، في خطوة مدروسة للتأثير على أي عملية سياسية مستقبلية في السودان.
أدت الكتيبة دورا بارزا في قمع المظاهرات التي اندلعت عقب انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021 من خلال زرع عناصرها داخل شرطة الاحتياطي المركزي المتهمة بقتل العشرات من المتظاهرين.
كما تشير تقارير إلى تورطها في تصفية ضابط برتبة عميد في شرطة الاحتياطي المركزي في كانون الثاني/يناير 2022 بعد رفضه استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
وأكد ضابط كبير في القوات المسلحة أن “كتيبة البراء” تتمتع بنفوذ كبير على قيادات الجيش، وهي من تدير المعارك في مواقع حساسة مثل سلاح المدرعات وقبله قيادة الاحتياطي المركزي التي سقطت في يد الدعم السريع.
ووفقا للضابط، فإن الكتيبة تعمل حاليا تحت مظلة ما يعرف بـ “قوات العمل الخاص”، التي تحظى عملياتها بتوثيق دعائي مكثف من قبل أجهزة الإعلام الرسمية على غرار ما كان يحدث مع الكتائب التي كانت تقاتل إلى جانب الجيش في حرب الجنوب التي انتهت بانفصال الجنوب في العام 2011.