أحداث

مادلائل اتصال البرهان برئيس الإمارات؟


قال خبراء إن المحادثات الهاتفية بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان “بارقة أمل في ظلمة الحرب”.

والحرب الأهلية في السودان متواصلة منذ منتصف أبريل/نيسان من العام الماضي، وفشلت جهود دولية وإقليمية في تثبيت هدن هشة سرعان ما جرفها القتال.

لكن الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوداني، أشرف عبدالعزيز، رأى أن المباحثات الهاتفية بين رئيس الإمارات والبرهان، “ومضة مشعة في ظلام الحرب الحالك”.

ويؤسس المحلل السياسي السوداني موقفه على ما لدى الإمارات من “علاقات جيدة مع طرفي النزاع”، وبالتالي “تستطيع أن تلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتناحرة، ووقف التصعيد، ومن هنا تأتي أهمية الاتصال”.

وأمس الخميس، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، خلال اتصال هاتفي مع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، حرص دولة الإمارات على دعم جميع الحلول والمبادرات الرامية إلى وقف التصعيد، وإنهاء الأزمة في السودان، بما يسهم في تعزيز استقراره وأمنه ويحقق تطلعات شعبه إلى التنمية والرخاء.

وأشار عبدالعزيز إلى أن الاتصال يأتي فيما تتواصل الجهود الأفريقية التي تسعى لعقد لقاء بين البرهان وقائد قوات الدعم السريع حمدان دقلو (حميدتي)، كما أوصى اجتماع مجلس الأمن والسلم الأفريقي في 22 يونيو/حزيران الماضي.

وأعلن مجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد الأفريقي في بيان سابق، تمسكه بالخارطة التي اعتمدها في مايو/أيار 2023 لحل النزاع في السودان والمكونة من 6 نقاط.

وتشمل خارطة الطريق الأفريقية، وقف إطلاق النار الدائم، وتحويل الخرطوم لعاصمة منزوعة السلاح، وإخراج قوات طرفي القتال إلى مراكز تجميع تبعد 50 كيلومترا عن المدن، ونشر قوات أفريقية لحراسة المؤسسات الاستراتيجية في العاصمة، ومعالجة الأوضاع الإنسانية السيئة الناجمة عن الحرب، وإشراك قوات الشرطة والأمن في عملية تأمين المرافق العامة، والبدء في عملية سياسية لتسوية الأزمة بشكل نهائي.

وبدوره، أعرب السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق عن أمنيته أن تكون “المباحثات الهاتفية بين رئيس الإمارات، والبرهان، بداية لحل الأزمة وإنهاء الحرب الحالية” المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا، مشيرا إلى أن تلك المباحثات ضمن جهود ومبادرات الإمارات لحل الأزمة والتخفيف من تداعياتها.

ودعا هريدي في هذا الصدد، الأطراف المتصارعة في السودان إلى تغليب مصلحة بلادهم سريعا، والتوصل لحل سياسي لإنهاء الأزمة الحالية.

وشدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق على ضرورة أن يدرك فرقاء السودان أن من مصلحتهم وقف الحرب وإلا ستظل جهود الوساطة أقرب لتحركات حسن النوايا.

وفي تقدير الكاتب والخبير في شؤون أفريقيا، إسماعيل الشيخ سيديا، فإن الاتصال بين الرئيس دولة الإمارات والبرهان، هو بمثابة أهم تطور في مسار الأزمة الحالية؛ نظرا لأهمية الدور الذي تلعبه الإمارات داخل الجامعة العربية، والوزن الكبير الذي تحظى به في السودان.

وأشار سيديا إلى أن الإمارات يمكن أن تسهم بشكل فعال وقوي في وضع حد لحالة الاحتراب المدمرة في السودان، معتبرا أيضا أن الاتصال “أمل كبير، وخطوة هامة” للتخفيف من التصعيد والعمل على إنهاء الأزمة.

من جانبه، قال مجدي عبدالعزيز، الكاتب والباحث السياسي السوداني إن “التواصل الهاتفي بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس البرهان هو بالتأكيد كسر لجدار كان يحد التواصل المباشر بين الدولتين منذ اندلاع الحرب”.

وأكد في هذا الصدد أن “الاتصال يمكن أن يبنى عليه الكثير؛ لتحقيق الاستقرار في السودان، مع طرح الموضوعات المتعلقة بالحرب بكل استحقاقاتها”.

وزاد أن “أي اتصالات أو محادثات تستهدف تحقيق الاستقرار في السودان، ووقف معاناة شعبه ووقف الجرائم والانتهاكات بحقه تصب في خانة الإيجابية”.

ورأى السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق لشؤون السودان، أن “الاتصال يمثل صفحة جديدة، تفتح قنوات اتصال من شأنها تعزيز فرص وآمال تطور الأمور نحو مزيد من التفاهمات”.

وأوضح أن “للدور الإماراتي بجانب الأطراف الأخرى أهمية كبيرة للمساعدة في وقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية فيما يتعلق بالمسار الأمني العسكري”، مشيرا إلى أن “الإمارات تلعب دورا إيجابيا وحضورا في معظم الاجتماعات اللي تحدث أو المبادرات التي تصدر، بما يسهم في لإمكانية حلحلة الأزمة خاصة على المسار الأمني والعسكري والمسار الإنساني”.

وأعرب نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية عن أمنيته أن يتم البناء على اتصال الخميس بمزيد من التواصل والتعاون والتفاهم، واستثمار علاقات الإمارات الجيدة للعب دور توفيقي بين الجانبين المتصارعين”.

وتأتي المباحثات الهاتفية بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والبرهان، بعد أيام من إصدار دولة الإمارات و14 دولة أخرى بيانا مشتركا دعا الأطراف المتحاربة في السودان إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، واحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، والامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات، أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحث ورئيس مجلس السيادة السوداني خلال الاتصال العلاقات بين البلدين الشقيقين وشعبيهما، إضافة إلى تطورات الأوضاع على الساحة السودانية وسبل دعم السودان للخروج من الأزمة التي يمر بها .

وشدد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة على ضرورة تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي وإعلاء مصالح السودان العليا والحفاظ على أمنه واستقراره.

كما أعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن التزام دولة الإمارات بمواصلة دعمها للجهود الإنسانية لرفع معاناة الشعب السوداني الشقيق.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” معارك لم تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، ما خلف آلاف القتلى، أغلبهم من المدنيين، ودفع إلى فرار ملايين الأشخاص، معظمهم من الأطفال.

ومنذ اندلاع الأزمة لم تتوقف جهود دولة الإمارات وقيادتها ودبلوماسيتها على مدار الساعة لبحث جهود وقف التصعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى