أحداث

لم يسلم أحد.. طيران الجيش السوداني يواصل استهداف المدنيين وموظفي الإغاثة


تشهد مناطق واسعة في إقليم دارفور السوداني، تصاعدًا غير مسبوق في الغارات الجوية التي تنفذها قوات الجيش السوداني، مستهدفة تجمعات المدنيين ومراكز إيواء النازحين، وسط دعوات محلية ودولية لوقف هذه الهجمات التي تصفها منظمات حقوقية بأنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وطالب ضحايا طيران الجيش السوداني في دارفور بضرورة تدخل العالم والأمم المتحدة، لوقف المجازر التي أسفرت عن مقتل وجرح المئات وسط المدنيين، خصوصًا في مدن “الكومة ومليط وكبكابية ونيالا”.

وشنّ الجيش السوداني، يوم الأربعاء الماضي، غارة جوية على مركز إيواء للنازحين في مدينة نيالا جنوب دارفور، أسفرت عن مجزرة بشرية مروعة أودت بحياة العشرات وإصابة المئات، وسط نازحي الفاشر الذين يتخذون من مدرسة “نيالا الثانوية بنين” مركز إيواء مؤقتًا.

ورفضًا للقصف الجوي للجيش السوداني، خرج المئات من سكان مدينة نيالا في مظاهرات يوم الخميس، يطالبون العالم بضرورة التدخل لوقف ما يتعرضون له من مجازر جراء الغارات الجوية التي تستهدف تجمعات المدنيين.

c3e37774-9473-4d78-a68a-7991698e7136

مجازر الكومة

وتعد مدينة الكومة، شمال دارفور، أحد أبرز المناطق التي تعرضت لقصف جوي متعمد من قبل الجيش السوداني، أسفر عن مقتل المئات وتدمير البنية التحتية، خصوصًا مصادر المياه.

وقالت لجان مقاومة الكومة، في بيان، إن المدينة تعرضت خلال الفترة الماضية لأكثر من 81 غارة جوية بواسطة الجيش السوداني، أُسقط خلالها 324 برميلًا متفجرًا على رؤوس المدنيين، مما أدى إلى مقتل المئات وتدمير المنازل ومصادر المياه وحرق السوق بالكامل.

وأكد البيان، أن القصف الجوي المتكرر على المدينة خلف 237 قتيلًا ومئات الجرحى وسط المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال.

وأضاف أن المنطقة مأهولة بالسكان ومع ذلك ظلت تتعرض لقصف ممنهج من قبل الجيش السوداني، طال منازل المواطنين ومراكز إيواء النازحين. وأشار إلى أن ما حدث يرتقي إلى جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية التي تستوجب المحاسبة وضمان عدم تكرارها.

وذكر البيان أن استهداف مدينة الكومة يتم على أساس عنصري وجهوي من قبل الجيش السوداني، بحجة أن المدينة من حواضن قوات الدعم السريع، مبينًا أن الاستهداف يتم بتوجيه من قادة الحركات المسلحة مثل أركو مناوي.

ودعا البيان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لضرورة العمل على فرض حظر شامل للطيران في السودان من أجل حماية المدنيين، خاصة في إقليم دارفور.

وفي مدينة كبكابية، شمال دارفور، استأنف سوق المدينة العمل اليوم السبت، بعد إغلاق دام أكثر من أسبوع احتجاجًا على القصف الجوي المتكرر للجيش السوداني على المدينة.

وقُتل يوم الاثنين الماضي أكثر من 100 مدني في قصف جوي للجيش السوداني على سوق مدينة كبكابية بولاية شمال دارفور، في هجوم لاقى إدانات واسعة.

وجاء القصف ضمن سلسلة غارات جوية عشوائية للجيش السوداني الأسبوع الماضي، طالت أسواقًا ومساجد وأحياء سكنية بدارفور والخرطوم والجزيرة، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات، وفق قوى سياسية وحقوقية.

 
عمال الإغاثة

ولم يسلم عمال الإغاثة وموظفو الوكالات الإنسانية من القصف الجوي للجيش السوداني، حيث قُتل يوم الخميس 3 موظفين تابعين لبرنامج الأغذية العالمي إثر تعرض مكتبهم الميداني بمنطقة “يابوس” بولاية النيل الأزرق لقصف جوي.

وحسب مصادر محلية، فإن القتلى هم مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي، وحرسه الشخصي، وموظف آخر، كانوا موجودين داخل المكتب الذي تم تدميره بالكامل إثر الغارة الجوية.

وأشارت المصادر إلى أنه جرى نقل جثامين العاملين ببرنامج الغذاء العالمي إلى دولة جنوب السودان، تمهيدًا لتسليمهم إلى مندوب البرنامج ومن ثم إلى ذويهم لإتمام بقية الإجراءات ووضع الترتيبات لفتح التحقيقات بشأن الحادثة ووضعها في المسار القانوني.

 وأثارت حادثة مقتل موظفي الأمم المتحدة إدانات واسعة محليًا ودوليًا، حيث ندد المرصد المركزي لحقوق الإنسان بالسودان بمقتل موظفي برنامج الغذاء العالمي بالنيل الأزرق، موضحًا أن الغارة أسفرت عن مقتل مدير المكتب “كيني الجنسية”، ومنسق البرامج “سوداني الجنسية من أبناء جبال النوبة”، وحارس الأمن “سوداني الجنسية من أبناء يابوس”.

وأشار المرصد، في بيان على موقع “فيسبوك”، إلى أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها، فقد قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني مناطق في الشريط الحدودي مع جنوب السودان وإثيوبيا، حيث قصف منطقة “الأدهم” قبل أسبوعين ومنطقة “شومجي” داخل البونج قبل شهر.

9e066981-5493-457e-9465-310eb6f30256

من جهتها، قالت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدّم” إن مقتل موظفي برنامج الأغذية العالمي يمثل جريمة أخرى تُضاف إلى سجل الجرائم المرتكبة في الحرب.

وقالت التنسيقية في بيان إن “الحادثة جاءت في ذات اليوم الذي خصص فيه مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الأوضاع الإنسانية في السودان وسبل الاستجابة للكارثة الأكبر على مستوى العالم، ما يؤكد خطورة الأوضاع والطبيعة الإجرامية للحرب التي تدور في السودان، إضافة إلى الأوضاع القاسية التي يعيشها المدنيون والعاملون في الحقل الإنساني من المنظمات المحلية والدولية”.

 
موقف الأمم المتحدة

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن غضبه الشديد إزاء مقتل 3 من موظفي برنامج الأغذية العالمي في السودان يوم الخميس، عندما تعرض المكتب الميداني للبرنامج في يابوس بولاية النيل الأزرق لقصف جوي.

وأدان في بيان صحفي، منسوب إلى المتحدث باسمه، جميع الهجمات على موظفي ومرافق الأمم المتحدة والمساعدات الإنسانية، داعيًا إلى إجراء تحقيق شامل.

وكان مئات السودانيين قد تظاهروا يوم الأحد الماضي، أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل، مطالبين بضرورة التدخل لحماية المدنيين من عمليات القصف الجوي المستمر، التي دمرت المؤسسات الصحية والخدمية ومحطات المياه والكهرباء والأسواق، في مناطق متفرقة من السودان.

3c8f69c7-33ee-433a-86ea-da212a6e6490

وترى قوات الدعم السريع أن “الاستهداف الممنهج ضد المدنيين العُزل، بصورة انتقائية، وبعيدًا عن الأهداف العسكرية، يمثل تحديًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويضع المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أمام مسؤولياتهم في التصدي لجرائم الإبادة العنصرية بحق الشعوب السودانية”.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت قبل أسبوعين عن مقتل أكثر من 2500 شخص مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال، بواسطة طيران الجيش السوداني، خلال شهرين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى