أحداث

لماذا يعارض مالك عقار وقف الحرب؟


أصبح رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان المتحالف مع الجيش السوداني، مالك عقار، يعارض أي توجه نحو وقف الحرب عبر المفاوضات السلمية، بعد أن عارض في الفترة الأخيرة العودة لمفاوضات جدة.

ويستمد مالك عقار قوته في معارضة وقف الحرب عبر المفاوضات من خلال منصبه كنائب لرئيس مجلس السيادة السوداني، الذي حصل عليه مقابل انحيازه للجيش ودفع قواته للقتال ضد قوات الدعم السريع.

وكان قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، بحث خلال اليومين الماضيين، مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، استئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع.

لكن عقب ساعات من ذلك خرج نائب البرهان في مجلس السيادة، مالك عقار، معلنًا رفضه القاطع الذهاب إلى منبر جدة، قائلًا، “إنه الرجل الثاني في الدولة، وإن قراره هو عدم الذهاب للمفاوضات”.

ووجد موقف مالك عقار الرافض لوقف الحرب عبر مفاوضات منبر جدة، تأييدًا من قبل مساعد قائد الجيش السوداني الفريق ياسر العطا، حيث خرج الرجل لاحقًا ليعلن تأييده لموقف مالك عقار، قائلًا إن “الرجل نطق برأي الدولة”.

رأي دعاة الحرب

تعليقا على ذلك، شبه الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، موقف مالك عقار بمثل سوداني قديم يقول: “الخشم خشمي والرأي رأي سيدي”.

وقال برغوث إن “مالك عقار يتحدث بفهمه لينقل رأي دعاة الحرب من فلول النظام البائد الذين لا يريدون الذهاب إلى منبر جدة لإحلال السلام، ويعملون على استمرار الحرب ليكونوا جزءا من المشهد السياسي والسلطوي”.

رفض وقف الحرب من أجل المنصب

ويرى أن مالك عقار يرفض وقف الحرب بالتفاوض لـ”الحفاظ على منصبه”.

وأشار برغوث إلى أن مالك عقار ليس مؤثرًا داخل مجموعة دعاة الحرب، “فدوره لا يتعدى الظهور أمام الكاميرات لينقل ويعبر عن موقف من يعمل معهم، بينما يكون بعيدًا عما يجري داخل غرف اتخاذ القرار”.

وقلل الكاتب من تأثير زيارة مالك عقار إلى روسيا، وقال إن “الروس لديهم تجارب سابقة مع نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذي ذهب إليهم وطلب من بوتين الحماية من أمريكا مقابل منح روسيا قاعدة على البحر الأحمر، وهو ما لم يحدث بسبب إسقاط حكمهم”.

وأضاق أن “روسيا تعلم أن مالك عقار والبرهان لا يمتلكان الشرعية لمنحها قاعدة عسكرية على البحر الأحمر؛ لذلك لن يوافقوا على ذلك”.

وكان مالك عقار توجه، يوم الإثنين، إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية في زيارة رسمية تستغرق عدة أيام يرافقه فيها وزراء الخارجية، والمالية، والمعادن، وفق إعلام مجلس السيادة السوداني.

خلافات مكتومة

ويرى المحلل السياسي شوقي عبدالعظيم، أن زيارة عقار إلى روسيا تأتي تعبيرًا عن الخلافات المكتومة داخل حكومة الجيش التي تتخذ من مدينة بورتسودان عاصمة لها، حيث يريد البعض استئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع في منبر جدة السعودية، بينما يرفض آخرون ذلك.

وقال عبدالعظيم إن عقار يعبر عن المعسكر الرافض لوقف الحرب، وأن زيارته إلى روسيا القصد منها قطع الطريق على أي جهود لاستئناف مفاوضات منبر جدة.

وأضاف: “أصبح واضحًا أن حصول عقار على منصبه بعد عزل البرهان لقائد قوات الدعم السريع، كان نتاج صفقة مع عناصر النظام السابق المؤثرين في مشهد الحرب، وما يعبر عنه الآن هو جزء من تلك الصفقة”.

منهج الإسلاميين

وأشار إلى أن “الإسلاميين من عناصر نظام البشير السابق هم من يديرون العلاقات الخارجية للسودان حاليًّا خصوصًا مع روسيا وإيران، موضحًا أن كلًّا من موسكو وطهران ترغبان بنفوذ على البحر الأحمر وهو ما ترفضه أمريكا وكثير من دول الإقليم؛ مما قد يجر السودان إلى ساحة صراع دولي في حال حدوثه”.

وأضاف أن “هذا هو منهج الإسلاميين يريدون خلط الأوراق على الجميع، وقطع الطريق على استئناف مفاوضات جدة حتى يضمنوا لأنفسهم وجودًا مستقبليًّا في المعادلة السياسية المقبلة”.

وكانت الآراء والمواقف داخل معسكر الجيش السوداني، قد تباينت حيال الذهاب إلى منبر جدة لاستئناف التفاوض مع قوات الدعم السريع حول وقف الحرب.

فبينما وافق البرهان خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على الذهاب إلى منبر جدة، أبدى “مالك عقار وياسر العطا” رفضهما.

ودخل بعد ذلك حليف الجيش السوداني، مبارك الفاضل، على الخط منتقدًا مالك عقار وموقفه من رفض الذهاب إلى منبر جدة، واعتبره مضرًّا بالعلاقات الخارجية للبلاد، واقترح تشكيل مجموعة عمل استشارية من مخضرمين أصحاب خبرة لوضع استراتيجية للتحرك الخارجي، وتقديم المشورة للبرهان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى