أحداث

لماذا يعارض البرهان نشر قوة محايدة في السودان؟

البرهان يرفض نشر قوة مستقلة ومحايدة في السودان، معللًا ذلك بالخشية من التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية وتأثيره على السيادة الوطنية، وسط تزايد الدعوات الدولية لحماية المدنيين في ظل تصاعد النزاع.


رأى سياسيون سودانيون، أن هناك مجموعة أسباب دفعت حكومة قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، إلى رفض التوصيات الأممية بإرسال قوات لحماية المدنيين في السودان.

وقال سياسيون إن في صدارة تلك الأسباب، الخشية من “مرافقة لجان تحقيق لتلك القوات الأممية”.

ورفضت “حكومة بورتسودان” التابعة لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، توصيات بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان، واتهمتها بأنها “هيئة سياسية”، بعد أن دعت إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة” في السودان لحماية المدنيين في ظل الحرب المستعرة منذ قرابة 17 شهرا.

وقالت الخارجية في بيان: “ترفض حكومة السودان توصيات بعثة تقصي الحقائق جملة وتفصيلا”، معتبرة أنها “تجاوز واضح لتفويضها وصلاحيتها”.

وأوضحت أن البعثة نشرت تقريرها، وعقدت مؤتمراً صحفياً حوله، قبل أن يستمع له مجلس حقوق الإنسان، ما يعكس “افتقاد اللجنة المهنية والاستقلالية” وفق تعبيرها.

وكان خبراء من الأمم المتحدة دعوا مؤخراً إلى نشر قوة “مستقلة ومحايدة” دون تأخير في السودان، بهدف حماية المدنيين.

“كشف الحقائق”

ويقول السياسي السوداني عيسى القوني، إن “رفض البرهان وجود قوات أممية لحماية المدنيين، يتعلق في الأساس بالخشية من أن يرافق هذه القوات، لجان تحقيق دولية تكتشف العديد من الحقائق التي طالما عمل الجيش على إخفائها”.

وقال القوني إن “الجيش رفض حضور لجنة تحقيق دولية قبل 7 أشهر إلى السودان من جانب الأمم المتحدة، للوقوف على الطرف الذي تشتعل بسببه تلك الحرب، ويتعدى على المدنيين بالقصف الجوي والمدفعي، ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها”.

ورأى أن “وجود أي لجنة من هذا النوع خلال وصول قوات أممية لحماية المدنيين. سيكشف عورات البرهان والإسلاميين في جرائم قتل المدنيين والتي يريدون إخفاءها”.

الحركات المسلحة

بدوره، يرى المحلل السياسي السوداني عادل توفيق. أن أبرز أسباب رفض وجود هذه القوات، “يرجع إلى عدم قدرة الجيش على السيطرة على تصرفات الحركات المسلحة الداعمة له والمحسوبة عليه. والتي تقوم بجرائم بحق المدنيين”.

وأضاف توفيق أن “تلك الحركات المسلحة المتحالفة مع البرهان لها جرائم بحق المدنيين، ستكون بثوابت وشواهد”.

ولفت إلى أن “وجود هذا القوات الأممية مع ترتيبات حضورها. سيجعل من السهل ضبط الدلائل المتعلقة بقيام أي قوات بقصف المدنيين عن قصد وبشكل مباشر في ظل ما تمتلكه قوات البرهان من سلاح جو عسكري”.

ومن أسباب الرفض أيضا بحسب توفيق، أن “هذه القوات ستعمل بشكل أو آخر على تثبيت وقف إطلاق النار. ومن ثم التفاوض في إطار الأمر الواقع على الأرض في ظل سيطرة قوات الدعم السريع حاليا على ما يصل إلى 70% من مساحة السودان، و30% لقوات الجيش. الأمر الذي من الممكن أن يترتب عليه اعترافات سياسية دولية يكون على إثرها تعاملات جديدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى