تحقيقات

لماذا يرفض السودان الحلول الدولية؟.. أصابع الإخوان تظهر في الكواليس


قال الكاتب الصحفي عبد العزيز سلطان المعمري: إنّ رفض أو تعثر مبادرة “الرباعية الدولية” لوقف الحرب في السودان يكشف عن عمق الأزمة، وتغليب المصالح الخاصة على مصلحة الشعب السوداني، محمّلاً جماعة الإخوان المسلمين مسؤولية إطالة أمد الصراع عبر تأثيرها على القيادة العسكرية.

وأكد المعمري في مقالة نشرها عبر صحيفة (البيان) بعنوان: “مبادرة الرباعية وألاعيب الإخوان”، أنّ الهدنة الإنسانية في السودان أصبحت “حاجة ملحة وضرورية” في ظل الحرب التي أنهكت البلاد.

 وأشار إلى أنّ “مبادرة الرباعية” (التي تضم الإمارات والسعودية ومصر والولايات المتحدة) هي إحدى أهم المبادرات الجادة لوقف القتال.

وقال المعمري: إنّ “قراءة وتحليل الخطاب المتشدد الذي تتبنّاه بعض القيادات العسكرية يتماهى بشكل كامل مع خطاب جماعة الإخوان، التي ما زالت ترى في الحرب فرصة لإعادة تثبيت مواقعها، وهو ما يفسّر إصرار البعض على رفض الهدنة”.

وأوضح المعمري أنّ مبادرة “الرباعية” تقوم على (3) ركائز أساسية هي: هدنة إنسانية لثلاثة أشهر، ووصول آمن للمساعدات، وصياغة عملية انتقال سياسي تقود إلى حكومة مدنية خلال (9) أشهر.

وانتقد الكاتب موقف قيادة الجيش السوداني التي “ترفض التعاون مع الرباعية بحجة أنّها ليست جهة دولية مفوضة”، بينما تحاول فتح مسارات موازية مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة.

واعتبر أنّ هذا التناقض “يعكس محاولة للالتفاف على الضغط الدولي وإطالة أمد الأزمة، إضافة إلى البحث عن مساحات تفاوض بديلة قد تضمن استمرار دور الجيش ونفوذ جماعة الإخوان، ولو كان على حساب مستقبل الدولة والشعب السوداني”.

وأشاد المعمري بالموقف الإماراتي، مؤكداً أنّه “واضح وثابت منذ البداية”، ويرتكز على إنقاذ وحماية الإنسان السوداني، بعيداً عن “المزايدات السياسية”.

وأضاف أنّ الموقف الإماراتي هو “موقف سياسي وأخلاقي”، لا ينسجم مع “منطق الحرب الذي تتبنّاه بعض الأطراف”، مشيراً إلى أنّ الإمارات نفذت “أكبر عملية دعم مباشر للشعب السوداني” عبر جسر جوي متواصل، بينما كانت “بعض الأطراف السودانية تُضيّق على منظمات الأمم المتحدة وتعرقل وصول المساعدات”.

وختم المعمري مقاله بالقول: إنّ الإمارات لا تنظر إلى السودان كملف سياسي، بل كدولة وشعب يستحق أن يعيش بكرامة، وأنّها مستمرة في الدفاع عن مسار الهدنة، وفي دعم المسار المدني، بعيداً عن “المشاريع الإيديولوجية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى