كيف يؤثر الصراع في السودان على دول الجوار؟
أكلت الحرب في السودان منذ بدايتها الأخضر واليابس والدماء السودانية سالت وكأنها لا شيء أمام صراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويزداد الوضع في السودان عنفاً وسوءاً في ظل استمرار إطلاق النيران، وهو ما أدى إلى زيادة في أعداد النازحين إلى الدول الأخرى في الجوار.
كما يواجه اللاجئون أوضاعاً مميتة وعَبْر الحدود بات الوضع غير إنساني وسط مناشدات أممية، وهو ما استدعى دول الجوار للتحدث.
مبادرات للمساعدات والإغاثة
أفادت تقارير إعلامية واردة، بأن نزوح الملايين لدول الجوار أثار الكثير من الأزمات ، فقد استقبلت مصر وتشاد وجنوب إفريقيا أكثر من مليوني شخص فروا من الأوضاع المأساوية في البلاد.
كما استقبلت مصر وحدها أكثر من 250 ألف مواطن سوداني منذ بدء الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، وقال وزير الخارجية المصري إن البلاد أطلقت مبادرة مصرية قطرية مشتركة لضمان توفير الدعم للشعب السوداني الشقيق، وبما ييسر استمرار تدفق المساعدات الإغاثية ومن أجل دعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة الذي نظمته مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والسعودية وقطر وألمانيا والاتحادين الأفريقي والأوروبي.
كما حذرت مصادر مطلعة على الأوضاع في السودان أن الوضع سيتسبب بحدوث كارثة إنسانية” تؤثر على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في السودان والدول المجاورة.
وأكدت المصادر أن استمرار تقديم مصر للمساعدات الطبية والغذائية والنفسية على المعابر الحدودية والتي وصل حجمها إلى 300 طن من المساعدات العاجلة.
وتسبب القتال المستمر منذ أكثر من شهرين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في نزوح 1.7 مليون شخص داخل السودان وفرار 500 ألف إلى الدول المجاورة.
أزمات على الحدود
تشهد القنصلية المصرية في مدينة وادي حلفا السودانية زيادة كبيرة في عدد المواطنين السودانيين الذين يسعون للحصول على تأشيرة دخول للبلاد بعد أن طبقت مصر لوائح جديدة تطالب جميع السودانيين بالحصول على تأشيرة بغض النظر عن العمر أو الجنس.
حيث إن عشرات السودانيين بينهم نساء وأطفال ينتظرون لساعات وأحيانا أيام أمام القنصلية المصرية للحصول على التأشيرة.
وهناك 15 ألف سوداني تجمعوا عند الحدود السودانية المصرية، في أوضاع معيشية صعبة، وهم يسعون للحصول على تأشيرة دخول من القنصلية المصرية في مدينة حلفا.
وتدهور الوضع على المعبر الحدودي السوداني المصري في بورتسودان، وفى وقت سابق من هذا الأسبوع بعد رحلة استغرقت 20 ساعة إلى بورتسودان، وجدوا الآلاف يخيمون خارج منطقة الميناء، دون غذاء أو مياه أو حتى دواء.
أوضاع مأساوية
ويقول شوقي عبد العزيز الباحث السياسي السوداني: إن الوضع في السودان مأساوي ومتدهور، كما أن مؤتمر الاستجابة الإنسانية في السودان كان أمرًا بالغ الأهمية خاصة مع تمدد الأزمة وتأثيرها على دول الجوار.
وأضاف أن الدور المصري ودول الجوار مع بداية الأزمة يركزون على التدخل والاستجابة الإنسانية، كما اهتم الكثير بالجانب الإنساني أكثر من السياسي، وتعد مصر ودول الجوار من الدول الأولى التي ساعدت في نقل رعاياها ورعايا الدول الأخرى، وتم التركيز طوال الوقت على الدعوة للتهدئة والاستجابة الإنسانية.