أحداث

كيان جديد بيد البرهان لتحسين الصورة: “الجهاز الشعبي لنهضة السودان”


في ظل استمرار الحرب والأزمات الإنسانية في السودان، يواصل قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، مساعيه لتجميل صورته أمام الرأي العام المحلي والدولي.

أحدث هذه المحاولات تمثلت في الإعلان عن إنشاء “الجهاز الشعبي لنهضة السودان”، وهو كيان سياسي جديد يقوده أحمد صباح الخير، أحد القيادات المحسوبة على الإخوان المسلمين.

 تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية على البرهان وحكومته العسكرية. التي تواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ورفض مبادرات السلام.

إعلان من بورتسودان.. رسالة سياسية مستترة

جاء إعلان إنشاء “الجهاز الشعبي لنهضة السودان” من مدينة بورتسودان، وهي إحدى المدن الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش السوداني وحلفائها من الميليشيات.

في المؤتمر الصحفي، تحدث صباح الخير عن أهداف الكيان الجديد. مؤكدًا أنه مستقل وشعاره “السودان أولاً”، مع التركيز على الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي.

لكن مراقبين سودانيين يرون أن هذا الكيان ليس سوى محاولة من الإخوان المسلمين لتلميع صورة البرهان وإضفاء طابع مدني على دعم قواته. 
فقد أشاروا إلى أن صباح الخير يروج لما يُسمى بـ”العمل الشعبي”. في حين أن مهمته الحقيقية تتمثل في تقديم غطاء سياسي للجيش.

وعود البرهان.. بين المناصب والسيطرة

وفقًا للمراقبين، سبق أن تلقى صباح الخير وعودًا من البرهان بتولي منصب رئيس الوزراء خلفًا لعبد الله حمدوك بعد الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021. 
هذه الخطوة تعكس مدى تنسيق البرهان مع قيادات الإخوان المسلمين في السودان. لتعزيز قبضته على السلطة.

المجازر والعزلة الدولية

تأتي محاولات تجميل صورة البرهان في وقت يتهمه المجتمع الدولي بارتكاب مجازر راح ضحيتها آلاف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، في مناطق متعددة من السودان.

هذه الجرائم، التي أثارت غضبًا عالميًا، دفعت الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات على قيادات في الجيش السوداني، بمن فيهم الفريق أول ميرغني إدريس سليمان. المسؤول عن تمويل المجهود الحربي.

الخارجية الأمريكية، في بيانها الأخير، أكدت أن الجيش السوداني يواصل الاستثمار في شراء الطائرات المسيّرة من إيران وروسيا بدلاً من السعي لتحقيق السلام.

وتعكس هذه التحركات موقفًا واضحًا من الإدارة الأمريكية تجاه استمرار الصراع. حيث ترى أن الجيش السوداني هو العقبة الرئيسية أمام أي جهود لإنهاء الحرب.

شعارات زائفة

في كلمته خلال إعلان الكيان الجديد، تحدث صباح الخير عن سيادة حكم القانون والتنمية المستدامة عبر الحوار الوطني والعمل الشعبي.

لكن مصادر سودانية ترى أن هذه الشعارات تتناقض بشكل صارخ مع سياسات البرهان. الذي يرفض أي مبادرات داخلية أو خارجية للتفاوض، مصرًا على مواصلة القتال.

بالتزامن مع هذا الإعلان، أعلن بنك السودان المركزي، تحت سيطرة الجيش. عن خطط لتغيير العملة الورقية، رغم تعطل المصارف في عدة ولايات.

و قالت المصادر  إن هذا الإجراء يأتي ضمن حملة البرهان لتشتيت الانتباه عن الأزمة الحقيقية. في محاولة لتعزيز سيطرته الاقتصادية والسياسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى