أحداث

كمال كرار: انهيار سد أربعات كارثة حقيقية، والحرب والفساد يفتكان بالسودان


أعلنت وزارة الصحة الاتحادية في السودان، يوم أمس، عن مقتل وإصابة العشرات في مدينة بورسودان نتيجة انهيار “سد أربعات” يوم السبت الماضي بسبب الفيضانات الشديدة وضعف السد، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات إنقاذ المحاصرين وتقديم المساعدات الغذائية والطبية الضرورية.

في هذا السياق، أشار السياسي السوداني كمال كرار إلى أن انهيار السدود يمثل كارثة بكل المقاييس، وأن هذه الحوادث تتكرر سنويًا لأسباب متنوعة، مما يؤدي إلى وقوع قتلى وجرحى وتشريد الآلاف من السكان المحيطين بها.

أفاد “كرار” في تصريحات خاصة لـجريدة “الدستور” بأن جميع هذه السدود إما أن تصميمها لم يكن مطابقًا للمواصفات المطلوبة، أو لم يتم تنفيذها بالشكل الصحيح بسبب الفساد الذي يؤثر على المؤسسات العامة، أو بسبب إهمال صيانتها. ومن الأمثلة على ذلك السدود مثل سد أم دافوق وكندية في دارفور التي انهارت منذ عدة سنوات نتيجة عدم مطابقتها للمواصفات الهندسية.

واصل قائلاً: “في زمن نظام الإنقاذ السابق، تم سحب صلاحيات بناء السدود وصيانتها من الجهات الفنية المختصة مثل وزارة الري، وتسليمها لمجموعات فاسدة تدين بالولاء للنظام. ومن المحتمل أن نرى اليوم عواقب ما حدث في الماضي من تلاعب وفساد.”

أشار “كرار” إلى أن سد أربعات الذي انهار منذ عدة أيام كان مهملًا لعدة عقود. وقد أعرب السكان في البحر الأحمر والمتخصصون في المياه عن استيائهم من عدم وجود صيانة للسد وتراكم الطمي الذي قلل من القدرة الاستيعابية للبحيرة من 25 مليون متر مكعب إلى أقل من 8 مليون متر مكعب.

بالإضافة إلى أعمال التنقيب غير المنظم عن الذهب حول هيكل السد تحت أنظار الدولة وآذانها، فإن هذا يعتبر السبب الرئيسي وراء انهيار السد.

قال السياسي السوداني إن انهيار سد اربعات يعد كارثة كبرى، إذ إنه المصدر الرئيسي للمياه في البحر الأحمر، مما يجعل السكان مهددين بالعطش الآن. كما أن عدد الضحايا غير معروف، وكذلك القرى التي تم جرفها بالكامل.

وأضاف “المثير للدهشة أن بورتسودان تحولت بعد الحرب إلى العاصمة البديلة، وأصبحت مصدر تمويل الحرب من إيرادات الموانئ، ولكن السلطات انشغلت بالحرب عن المسائل الأساسية للسكان، وهذه هي النتيجة”.

وأردف قائلاً: “لا توجد جهات معنية للتعامل مع هذه الكارثة في ظل الحرب، لأن الحرب نفسها تمثل كارثة كبيرة. لكن الإصرار على استمرارها سيؤدي إلى عواقب وخيمة. وقد عانى سكان بورتسودان لسنوات من إهمال الخدمات، وخاصة مياه الشرب.”

أوضح كرارا أن الأهالي أكدوا أن سبب إهمال صيانة السد أو تنظيف البحيرة يعود إلى وجود مافيا تعمل على الاستثمار في محطات تحلية المياه وبيعها. وهذه المافيا مرتبطة بأشخاص نافذين في السلطة، مما يؤدي إلى حرمان الناس من الحصول على المياه الطبيعية، ويجبرهم على شراء المياه من هذه المحطات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى