كارثة طبيعية في جنوب دارفور: ترتورا تغرق والعائلات بلا مأوى

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن السيول الجارفة والأمطار الغزيرة التي ضربت قرية ترتورا التابعة لمحلية كتيلا في ولاية جنوب دارفور، أسفرت عن نزوح 64 عائلة وتدمير 50 منزلاً بشكل كامل، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة الواقعة غربي السودان. وأوضحت المنظمة في تقريرها الصادر ضمن “مصفوفة تتبع حركة النزوح”، والذي اطلع عليه موقع “الترا سودان” يوم الاثنين الموافق 8 أيلول/سبتمبر 2025، أن الفرق الميدانية التابعة لها رصدت لجوء المتضررين إلى مناطق مفتوحة في العراء حول القرية، في ظل غياب المأوى والخدمات الأساسية.
ويعيش النازحون حالياً في ظروف بالغة القسوة، حيث يفترشون الأرض في محيط قرية ترتورا دون توفر أي شكل من أشكال الحماية أو الدعم الإغاثي، وسط تدهور مستمر في الأوضاع المعيشية. وتأتي هذه الكارثة الطبيعية في سياق أمني هش، إذ تخضع ولاية جنوب دارفور لسيطرة قوات الدعم السريع منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أدى إلى تراجع كبير في مستويات الأمن، وانكماش النشاط الزراعي والرعوي، إلى جانب توسع عمليات التعدين عن الذهب في مناطق متفرقة من الولاية.
وتزامنت السيول التي ضربت ترتورا مع تداعيات حادثة الانزلاق الأرضي التي وقعت قبل أيام في قرية ترسين، وأسفرت بحسب إفادة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور عن مقتل نحو ألف شخص، ما يعكس حجم الكوارث الطبيعية التي تضرب الإقليم في ظل ضعف الاستجابة الإنسانية. كما شهدت مناطق أخرى في السودان تأثيرات متفاوتة جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة، ورغم انخفاض مستوى المخاطر هذا العام مقارنة بالموسم السابق، إلا أن المئات من المواطنين في ولايات البحر الأحمر ونهر النيل والشمالية تعرضوا لأضرار جسيمة.
ويُعزى ارتفاع معدلات الأضرار الناتجة عن الفيضانات في السودان إلى ضعف البنية التحتية، حيث يعيش غالبية السكان في مساكن مشيدة من الطين والقش، وتفتقر معظم المناطق إلى شبكات تصريف المياه، بما في ذلك العاصمة الخرطوم ومدن أخرى، ما يجعلها عرضة للغرق والانهيار خلال موسم الأمطار. وتُضاف هذه التحديات إلى تداعيات الصراعات المسلحة المتواصلة في البلاد، والتي أدت إلى تراجع واضح في أولويات الحكومة تجاه تمويل مشاريع التنمية وإنشاء البنية التحتية، فضلاً عن التدهور الاقتصادي الذي يطال معظم المواطنين ويزيد من هشاشة قدرتهم على مواجهة الكوارث الطبيعية.
